إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن الناس شكوا في صيام النبي يوم عرفة

          1989- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ) الجعفيُّ، قدم مصر قال: (حَدَّثَنَا)(1) ولأبي ذرٍّ: ”أخبرني“ بالإفراد (ابْنُ وَهْبٍ) عبد الله(2) (_أَوْ قُرِئَ عَلَيْهِ_) شكٌّ من يحيى في أنَّ الشَّيخ قرأ، أو قُرِئ على الشَّيخ (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَمْرٌو) بفتح العين ابن الحارث (عَنْ بُكَيْرٍ) هو ابن عبد الله بن الأشجِّ (عَنْ كُرَيْبٍ) هو ابن أبي مسلمٍ القرشيِّ مولى عبد الله بن عبَّاسٍ (عَنْ مَيْمُونَةَ) بنت الحارث أمِّ المؤمنين ( ♦ : أَنَّ النَّاسَ شَكُّوا) بتشديد الكاف (فِي صِيَامِ النَّبِيِّ صلعم (3) يَوْمَ عَرَفَةَ) فقال قومٌ: صائمٌ، وقال آخرون: غير صائمٍ (فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ) صلعم (بِحِلَابٍ) بكسر الحاء(4) المهملة وتخفيف اللَّام: الإناء الذي يُحلَب فيه اللَّبن‼، أو هو اللَّبن المحلوب (وَهْوَ وَاقِفٌ فِي المَوْقِفِ) جملةٌ حاليَّةٌ (فَشَرِبَ مِنْهُ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ) إليه صلعم ، وقد عُلِمَ أنَّ المُرسِلة(5) في هذا الحديث ميمونة، وفي الأوَّل [خ¦1988] أمُّ الفضل أختها، فيُحمَل على التَّعدُّد، أو أنَّهما أرسلتا معًا فنسب ذلك إلى كل منهما، فتكون ميمونة أرسلت بسؤال أمِّ الفضل لها بذلك لكشف الحال، ويحتمل العكس، ولم يُسَمَّ الرَّسولُ في طريق(6) حديث أمِّ الفضل، نعم في «النَّسائيِّ» من طريق سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبَّاس ما يدلُّ على أنَّه كان الرَّسولَ بذلك.
          وفي هذا الحديث: التَّحيُّل على الاطِّلاع على الحكم بغير سؤالٍ، وفيه: فطنة السَّائلة لاستكشافها عن الحكم الشَّرعيّ بهذه الوسيلة اللَّطيفة اللَّائقة بالحال لأنَّ ذلك كان في يوم حرٍّ(7) بعد الظَّهيرة، ونصف إسناده الأوَّل مصريُّون والآخر مدنيُّون، وأخرجه مسلمٌ في «الصَّوم»، والله أعلم.


[1] في (د): «حدَّثني».
[2] في غير(د) و(س): «عبدًا»، وليس بصحيحٍ.
[3] زيد في (ب): «في».
[4] «الحاء»: ليس في (ب).
[5] في (د): «المرسل».
[6] «طريق»: ليس في (د)، وفي (س): «طرق».
[7] في (م): «حارٍّ».