إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض}

          ░16▒ (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى) مخاطبًا للمسلمين: ({وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ}) بعد أن كنتم ممنوعين منهما بعد النَّوم في رمضان ({حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}) بيانٌ للخيط الأبيض ({ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}[البقرة:187]) فإنَّه آخر وقته، و«حتَّى»: للغاية، واستُشكِل بأنَّه يلزم منه أن يُؤكَل جزءٌ من النَّهار، وأُجيب بأنَّ الغاية غايتان: غاية مدٍّ_وهي التي لو لم تُذكَر لم يدخل ما بعدها حال ذكرها في حكم ما قبلها_ وغاية إسقاطٍ_وهي التي لو لم تُذكَر؛ لكان ما بعدها داخلًا في حكم ما قبلها_ فالأوَّل: {أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} والثَّاني: {إِلَى الْمَرَافِقِ}[المائدة:6] أي: واتركوا ما بعد المرافق، ويأتي مثل هذا في قوله صلعم [خ¦622]: «حتَّى يؤذِّن ابن أمِّ مكتومٍ»(1)، ولفظ رواية ابن عساكر: ”وكلوا واشربوا“ إلى قوله: «{ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}» (فِيهِ) أي: في الباب حديثٌ رواه (البَرَاءُ) في الباب السَّابق موصولًا [خ¦1915]، ولابن عساكر: ”عن البراء“ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ).


[1] قوله: «وحتَّى: للغاية، واستُشكِل... في قوله صلعم : حتَّى يؤذِّن ابن أمِّ مكتومٍ» سقط من (م).