إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: صم من الشهر ثلاثة أيام

          1978- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بتشديد المعجمة، قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) هو محمَّد بن جعفرٍ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ مُغِيرَةَ) بن مقسمٍ الضَّبِّيِّ الكوفيِّ (قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ☻ ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ) له: (صُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ) زاد في «باب صيام الدَّهر» [خ¦1976] «وذلك مثل صيام الدَّهر» (قَالَ): إنِّي (أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ: صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا) زاد في الباب المذكور: «فذلك صيام داود، وهو أفضل / الصِّيام» (فَقَالَ) ╕ : (اقْرَأِ القُرْآنَ فِي كل شَهْرٍ، قَالَ) عبد الله: (إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ) من ذلك‼ (فَمَا زَالَ) ╕ (حَتَّى قَالَ) ╕ : اقرأه (فِي ثَلَاثٍ) أي: ثلاث ليالٍ(1)، ولـ «مسلمٍ» من طريق أبي سلمة قال: عن عبد الله بن عمرٍو قال: كنت أصوم الدَّهر وأقرأ القرآن كلَّ ليلةٍ قال: فإمَّا ذُكِرَ للنَّبيِّ صلعم وإمَّا أَرسَلَ إليَّ فأتيته، فقال: «ألم أُخبَر أنَّك تصوم الدَّهر وتقرأ القرآن(2)كلَّ ليلةٍ؟» فقلت: بلى، يا نبيَّ الله... الحديث، وفيه: قال: «واقرأ القرآن في كلِّ(3) شهرٍ»، قلت: يا نبيَّ الله إنِّي أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كلِّ عشرين(4)» قال(5): قلت: يا نبيَّ الله إنِّي أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كلِّ عشرٍ». قلت: يا نبيَّ الله إنِّي أطيق أفضل(6) من ذلك، قال: «فاقرأه في(7) سبعٍ ولا تزد» قال في «المصابيح»: ولهذا منع كثيرٌ من العلماء الزِّيادة على السَّبع، قال النَّوويُّ: وقد كان بعضهم يختم في كلِّ شهرٍ(8)، وهو أقلُّه، وأمَّا أكثره فثمان ختماتٍ في اليوم واللَّيلة على ما بلغنا. انتهى. وفي سنة سبعٍ وستِّين وثمان مئةٍ رأيت بالقدس الشَّريف شيخًا يُدعَى بأبي الطَّاهر، من أصحاب الشَّيخ ابن رسلان، قيل: إنَّه جاوز العشر في اليوم واللَّيلة، فالله أعلم، بل أخبرني شيخ الإسلام البرهان بن أبي شريفٍ المقدسيُّ _أمتع الله بحياته_ عنه: أنَّه يقرأ خمس عشرة ختمةً، وفي «الصَّفوة»: عن منصور بن زاذان: أنَّه كان يختم بين المغرب والعشاء ختمتين، ويبلغ في الختمة الثَّالثة إلى الطَّواسين(9).


[1] في (د): «أيَّامٍ».
[2] زيد في (د): «في».
[3] «كلِّ»: ليس في (م).
[4] في (م): «عشر».
[5] «قال»: ليس في (د).
[6] في غير (د) و(س): «أكثر».
[7] قوله: «عشرٍ. قلت: يا نبيَّ الله إنِّي أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في» سقط من (م).
[8] «قد»: ليس في (د). «في»: ليس في (د). وفي (د): قال النووي: «وكان بعضهم يختم كل شهر».
[9] قوله: «وفي الصَّفوة: عن منصور بن زاذان: أنَّه كان يختم بين المغرب والعشاء ختمتين، ويبلغ في الختمة الثَّالثة إلى الطَّواسين» سقط من (د1) و(ص) و(م)، وزيد فيها: «وأنَّ آخر... »، وجُعِل بياضٌ، ولعلَّ ذلك بإشارة من القسطلاني بآخرة، وهو الأولى لاستبعاده عقلًا.