الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب ودعاؤكم إيمانكم

           ░2▒ (باب(1): ودُعاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ)
          ذكر في «هامش النُّسخة الهنديَّة» قبل ذاك: <باب>، قال القَسْطَلَّانيُّ: وقع هاهنا في رواية أبي ذرٍّ وغيره لفظ: <بَابٌ> بالتَّنوين، وهو ثابت في أصلٍ عليه خطُّ الحافظِ قطب الدِّين الحلبيِّ. لكنَّه ساقط في رواية / الأَصيليِّ وابن عساكر، وأيَّده قول الكَرْمانيُّ: إنَّه وقف على أصلٍ مسموعٍ على الفَرَبْريِّ بحذفه، بل قال النَّوويُّ: وقع في كثير مِنَ النُّسخ هاهنا(2) (بابٌ) وهو غلط فاحش، والصَّواب حذفُه، لأنَّه لا تعَلُّق لَه بما نحن فيه، ولأنَّه ترجم بقوله ╕: (بُنِي الإسْلامُ...) الحديث، ولم يذكره قبل هذا بل ذكره بعده، وليس مطابقًا للتَّرجمة. انتهى مختصرًا(3).
          وقوله: (دُعَاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ) مِنْ قول ابن عبَّاس: يشير به إلى قوله تعالى في آخر الفرقان: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان:77] فسمَّى الدُّعاء إيمانًا، والدُّعاء عمل، فاحتجَّ به على أنَّ الإيمان عمل، وعطفه على ما قبله كعادته في حذف أداة العطف في التَّفسير حيث ينقل التَّفسير.
          وفي «هامش النُّسخة الهنديَّة» عن الكَرْمانيِّ: فسَّره ابنُ عبَّاسٍ، فقال: المراد مِنَ الدُّعاء الإيمان، [فمعنى {دُعَاءَكُمْ}: إيمانكم] يعني تفسيره في الآيتين، أي: آية {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} وآية {دُعَاؤُكُمْ}، يدلُّ على أنَّه قابل للزِّيادة والنُّقصان، أو أنَّه سمى الدُّعاء إيمانًا، والدُّعاء عمل، وقال ابن بطَّالٍ: حتَّى(4) قول ابن عبَّاس: لولا دعاؤكم الَّذِي هو زيادة في إيمانكم. انتهى.


[1] قوله: ((باب)) ليس في (المطبوع).
[2] في (المطبوع): ((هنا)) بلا ها.
[3] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح1/67
[4] في (المطبوع): ((معنى)).