الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان

           ░14▒ (باب: مَنْ كَرِهَ أنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ...) إلى آخره
          مِنْ عادة المصنِّف ذكر الأضداد في الكتب، لأنَّ بضدِّها تَتبيَّن الأشياء، ولذا ذكر الكفر في الإيمان، وذكر فيه (بَاب: كُفْرَانِ العَشِيرِ، وَكُفْرٍ دُونَ كُفْرٍ) و(بَاب: المَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ) و(بَاب: ظُلْمٌ دُونَ ظُلْمٍ) و(بَابُ: عَلاَمَةِ المُنَافِقِ).
          وذكر في كتاب العلم (بَاب: رَفْعِ العِلْمِ وَظُهُورِ الجَهْلِ).
          وذكر في (باب الاستسقاء) دُعَاء القَحْط(1)، وقول النَّبيِّ صلعم: (اجْعَلْها سِنِين كَسِني يوسف)، ونظائرها كثيرة في(2) «تراجم شيخ الهند»، إشارةً إلى أنَّ المصنِّف ☼ أشار بذلك إلى أنَّ الفِرار مِنَ الفتن وغيره كما هو داخلٌ في الإيمان، كذلك كراهَة الكُفر أيضًا مِنَ الإيمان. انتهى.
          قلت: أو هو إشارةٌ إلى أنَّ مجرَّد الكراهة عن الكفر(3) لا تَكْفِي، بل ينبغي الكراهة مثل كراهَتِه مِنَ الإلقاء في النَّار.
          والأوجه: أنَّه أشار بذلك إلى أنَّ الكراهة مِنَ القلب أيضًا داخلٌ في الفِرار مِنَ الفتن، فيكون مُشْعرًا إلى ما في أبي داود مرفوعًا: (إذا عُمِلَت الخَطِيئة في الأَرْضِ [كان] مَنْ شَهِدها فَكَرِهَها كان كَمَن غَاب عَنْها)(4) كذا في «المشكاة».


[1] في (المطبوع): ((وذكر في الاستسقاء باب دعاء القحط)).
[2] في (المطبوع): ((وفي)).
[3] في (المطبوع): ((الكراهة للكفر)).
[4] المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: ج2/ص5