الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا

          ░37▒ (باب: مَا يُسْتحبُّ للكَاتِب أَنْ يَكُونَ أَمِينًا عَاقِلًا)
          أي: كاتب الحكم وغيره، ذكر فيه حديث زيد بن ثابت في قصَّته مع أبي بكر وعمر في جمع القرآن، والغرض منه قول أبي بكر لزيد: (إنَّك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لا نتَّهِمُك) حكى ابنُ بطَّالٍ عن المهلَّب في هذا الحديث أنَّ العقل أصلُ الخِلال المحمودة، لأنَّه لم يصف زيدًا بأكثر مِنَ العقل، وجعله سببًا لائتمانه ورفع التُّهمة عنه، قلت: وليس كما قال، فإنَّ أبا بكر ذكر عقب الوصف المذكور: وقد كُنْتَ تكتب الوحي... إلى آخر ما ذكر الحافظ، في(1) آخره: وإلَّا فمجرَّد قوله: (لا نتَّهمك) مع قوله: (عاقل) لا يكفي في ثبوت الكفاية والأمانة، فكم مِنْ بارع في العقل والمعرفة وُجدت منه الخيانة. انتهى مِنَ «الفتح».


[1] في (المطبوع): ((وفي)).