التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا هجرة ولكن جهاد

          4309- 4310- قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بفتح الموحَّدة، وتشديد الشين المعجمة، وأنَّ لقبه بُنْدَار، وتَقَدَّم ما (البُنْدَار) [خ¦69]، وتَقَدَّم (غُنْدَُرٌ): أنَّه بضمِّ الغين المعجمة، ثُمَّ نون ساكنة، ثُمَّ دال مهملة مضمومة ومفتوحة، وأنَّه لقب محمَّد بن جعفر، وتَقَدَّم أنَّ (الغُنْدُر) المُشغِّب بلغة أهل الحجاز، وتَقَدَّم من قال له ذلك [خ¦87]، و(أَبُو بِشْرٍ)؛ بالشين المعجمة: جعفر بن أبي وحشيَّة إياس، تَقَدَّم.
          قوله: (إِلَى الشَّأْمِ): تَقَدَّم الكلام عليه وطوله وعرضه في أوَّل هذا التعليق [خ¦7].
          قوله: (فَاعْرِضْ نَفْسَكَ): هو ثلاثيٌّ، همزته همزة وصل، وكسر الراء.
          قوله: (وَقَالَ النَّضْرُ: أَنْبَأَنَا(1) شُعْبَةُ): (النَّضْر): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بالضاد المعجمة، وأنَّه لا يحتاج إلى تقييد؛ لأنَّ نصرًا _ بالصَّاد_ لا يأتي بالألف واللام، بخلاف النَّضْر، فإنَّه لا يأتي إلَّا بهما، وهذا هو ابنُ شُمَيل، الإمام المشهور، شيخ مرو ومحدِّثُها [خ¦152]، وأتى بهذا التعليق؛ لأنَّ شعبة _حاشاهُ مِن التدليس_ عَنعَن في السند الأوَّل عن أبي بشر، وهنا صرَّح بالإخبار، وفي السند الأوَّل أبو بشرٍ عَنعَن عن مجاهد، وليس مدلِّسًا، وفي التعليق صرَّح بالسماع من مجاهد، فأحبَّ أن يَخرج مِن الخلاف الذي قدَّمتُه في العَنعَنة وإن كانت مِن غير مدلِّس، والله أعلم، وتعليق النَّضْر عن شعبة هذا ليس في شيء من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا.
          قوله: (مِثْلَهُ): هو بالنصب؛ لأنَّه مفعول، والله أعلم.
          4311- قوله: (حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ابْنُ يَزِيدَ): قال الدِّمْياطيُّ: (هو إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، الدِّمَشْقيُّ الفراديسيُّ، مولى عمر بن عبد العزيز)، انتهى، روى إسحاق هذا عن يحيى بن حمزة، وإسماعيل بن عياش، وصدقة بن خالد، وطائفةٍ، وعنه: البُخاريُّ، وأبو داود، ومحمَّد بن عوف، وأبو زرعة الدِّمَشْقيُّ، وآخرون، قال أبو زرعة: (كان من الثقات البكَّائين)، ولد سنة إحدى وأربعين، ومات سنة سبع وعشرين ومئتين، أخرج له البُخاريُّ، وأبو داود، والنَّسائيُّ، و(أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه عبد الرَّحمن بن عَمرو، وتَقَدَّم بعض ترجمته؛ ومنها: أنَّه أفتى في سبعين ألف مسألة، ☼ [خ¦78]، و(عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ): تَقَدَّم أنَّه بإسكان الموحَّدة، وهذا مشهور، و(جَبْرٌ) والد (مُجَاهِد): تَقَدَّم أنَّه بفتح الجيم، وإسكان الموحَّدة.
          تنبيهٌ: من يقال له: مجاهد، وهو يروي عن ابن عمر اثنان: هذا العالم المَكِّيُّ ابن جبر، وآخر يقال له: مجاهد بن رباح، يقال: إنَّه شاميٌّ، أخرج له عنه النَّسائيُّ، رأيته في «الأطراف» في مسند ابن عمر، ولم أر له ذكرًا في نسختي بـ«الكاشف» ولا بـ«التذهيب»، لكنِّي رأيت ابن حبَّان ذكره في «الثقات»، وأنَّه روى عن ابن عمر، فهو وارد على المِزِّيِّ، والله أعلم، وكذا على فرعه.
          قوله: (لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ): تَقَدَّم الكلام عليه، وأنَّه لا هجرة من مَكَّة؛ لأنَّها صارت دار إسلام، أو: لا هجرةَ فضيلتُها كفضيلة الهجرة من مَكَّة [خ¦2783].


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (أَخْبَرَنَا).