التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط

          4288- قوله: (حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ): (إسحاق) هذا: قال الجيَّانيُّ في «تقييده»: (وقال _يعني: البُخاريَّ_ في «الوضوء» [خ¦173]، وفي «الصلاة» في موضعين [خ¦1110] [خ¦1115]، وفي «الأوقاف» [خ¦2774]، و«مناقب سعد بن عبادة» [خ¦3807]، و«خيبر» [خ¦3]، و«الفتح» [خ¦4288]، و«الاستئذان» [خ¦6244]، و«الاعتصام» [خ¦7365]، و«الأحكام» [خ¦7154]: «حدَّثنا إسحاق، حدَّثنا عبد الصَّمد»؛ يعني: ابن عبد الوارث.
          نسب الأصيليُّ في ثلاثة مواضع من هذه الذي في «الأوقاف»، و«الفتح»، و«الأحكام»: «ابن منصور»، وأهمل سائرَها، ولم أجده لابن السَّكن ولا لغيره منسوبًا في شيء من هذه المواضع، وقد نسبه البُخاريُّ في «مَقدَم النَّبيِّ صلعم»، فقال: «حدَّثنا إسحاق بن منصور، حدَّثنا عبد الصَّمد، عن أبيه، عن أبي التَّيَّاح...)؛ الحديث [خ¦3932]، وذكر أبو نصر: أنَّ ابن منصور وابن إبراهيم يرويان عن عبد الصَّمد، وقد روى مسلمٌ في «الحجِّ» عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصَّمد بن عبد الوارث، عن أبيه...، فذكر حديثًا)، انتهى، ولم ينسبه المِزِّيُّ ولا شيخُنا.
          قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا(1) أَبِي): تَقَدَّم أعلاه أنَّه عبد الصمد بن عبد الوارث، و(أَيُّوبُ): هو ابن أبي تميمة السَّختيانيُّ، العالم المشهور.
          قوله: (فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ): المأمور بإخراجها الظاهر أنَّه عمر بن الخَطَّاب، وسيجيء فيما يليه ما يشدُّه من كلام ابن شيخنا البلقينيِّ، وقال بعض المتأخِّرين: (الذي أُمر بإخراجها عمر، روى أبو داود من حديث جابر معناه)، انتهى، وقد رأيته في آخر «أبي داود» في (باب الصُّور).
          قوله: (فَأُخْرِجَتْ): هو مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، والتاء في آخره ساكنة علامة التأنيث.
          قوله: (فَأُخْرِجَ صُورَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ): (أُخرِج): مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(صورةُ): مرفوع نائبٌ مَنَابَ الفاعل، ولم يبيَّن هنا من أخرجها، قال ابن شيخنا البلقينيِّ عن «طبقات ابن سعد»: (إنَّه ◙ أمر عمر وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة يمحو كلَّ صورةٍ فيها، ولم يدخلها النَّبيُّ صلعم حتَّى مُحيَت كلُّ صورة / فيها)، انتهى، قال ابن شيخنا: (فحينئذٍ يحتمل أن يكون عمر بن الخَطَّاب هو المبعوثَ للإخراج، يفسِّر المبهم في رواية البُخاريِّ)، انتهى، وما عزاه ابن شيخنا البلقينيِّ إلى «الطبقات»؛ فهو في «أبي داود» مِن رواية جابر في أواخره في (باب الصُّور)، وقد تَقَدَّم.
          قوله: (فِي أَيْدِيهِمَا [مِنَ] الأَزْلَامِ): تَقَدَّم الكلام عليها وواحدِها [خ¦1601].
          قوله: (مَا اسْتَقْسَمَا بِهَا قَطُّ): (الاستقسام بالأزلام): الضرب بها لإخراج ما قُسم لهم من أمر وتمييزه بزعمهم.
          قوله: (وَقَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ...) إلى آخره: [تقدَّم] (وُهَيْب) أنَّه بالتصغير، وأنَّه ابنُ خالد الباهليُّ الكَرابيسيُّ الحافظ، وهذا تعليق مجزومٌ به، و(أيوبُ): هو ابنُ أبي تميمة السَّختيانيُّ، وإنَّما ساق هذا التعليق؛ لينبِّه على أنَّ عبد الوارث رواه عن أيوب عن عكرمة عن ابن عبَّاس مرفوعًا، ورواه مَعْمَر عن أيوب عن عكرمة مرسلًا، وهذا على ما في أصلنا القاهريِّ، وفي أصلنا الدِّمَشْقيِّ كان فيه إثباتُ (ابن عباس)، فضُرِب عليه، وكذا ذكره المِزِّيُّ في «أطرافه» مرسلًا، وفي نسخة في هامش أصلنا القاهريِّ إثباتُ (ابن عباس)، وعليه: [علامة] راويه مثبتة، والله أعلم، وكذا ذكر شيخنا هذا التعليق مرسلًا، والله أعلم.
          وقد أخرج الحديثَ مِن أصلهِ البُخاريُّ في (الحجِّ) [خ¦1601]: عن أبي مَعْمَر عن عبد الوارث، وفي (المغازي) [خ¦4288]: عن إسحاق عن عبد الصَّمد بن عبد الوارث، عن أبيه، وفي (أحاديث الأنبياء) [خ¦3352]: عن إبراهيم بن موسى عن هشام عن مَعْمَر؛ كلاهما عن أيوب به، وقال في عقيب حديث عبد الصَّمد عن أبيه: (وقال وُهَيب: عن أيوب، عن عكرمة، عن النَّبيِّ صلعم)، وأخرجه أبو داود في (الحجِّ): عن أبي مَعْمَر به، والله أعلم.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (حدَّثني).