التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إنه كان ينافح _أو يهاجي_ عن رسول الله

          4146- قوله: (حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ): تَقَدَّم مَرَّاتٍ أنَّه بكسر الموحَّدة، وبالشين المعجمة، وهذا ظاهرٌ عند أهله، و(مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ): بعده هو غُنْدر، و(سُلَيْمَانُ) بعد (شُعْبَةَ): هو سليمان بن مِهران أبو محمَّد الكاهليُّ الأعمش القارئ، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦32]، و(أَبُو الضُّحَى): مُسْلم بن صُبَيح؛ بضمِّ الصاد، وفتح الموحَّدة، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦363].
          قوله: (يُنْشِدُهَا): هو بضمِّ أوَّله رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ معروف.
          قوله: (يُشَبِّبُ): هو بضمِّ أوَّله، وفتح الشين المعجمة، ثُمَّ موحَّدتين؛ الأولى منهما مشدَّدة مكسورة؛ معناه: يتغَزَّل.
          قوله: (حَصَانٌ): هو بفتح الحاء، وبالصاد المُخَفَّفة المهملتين؛ أي: عفيفة.
          قوله: (رَزَانٌ): هو بفتح الراء، وبالزاي المُخَفَّفة، ومعناه: رَزِينةٌ ثابتةٌ وَقُورةٌ قليلةُ الحركة، ولا يقال: رزين إلَّا في المرأة في مجلسها وإن كان من ثقل جسمها، قال ابن قُرقُول: (رزينة كما يقال في الرجل: رزين، ولا يقال له: رزان، ويقال له: ثقيل، ويقال للمرأة: ثقيلة في جسمها، ولا يقال: في مجلسها)، انتهى.
          قوله: (مَا تُزَنُّ): هو بضمِّ المثنَّاة فوق، وفتح الزاي، ثُمَّ نون مشدَّدة، مبنيٌّ لما لم يُسمَّ فاعلُه؛ أي: تُتَّهَمُ.
          قوله: (بِرِيبَةٍ): (الرِّيبة): التُّهَمة، والشكُّ أيضًا.
          قوله: (غَرْثَى): هو بفتح الغين المعجمة، ثُمَّ راء ساكنة، ثُمَّ ثاء مثلَّثة مقصور، والغَرَث: الجوع، وهو استعارة عن كفِّها عن الغيبة.
          قوله: (الْغَوَافِلِ): بفتح الغين المعجمة، وتخفيف الواو، وبالفاء المكسورة بعد الألف، ثُمَّ اللَّام، و(الغوافل): العفيفاتُ.
          فائدة: هذا البيت له تكلمة أبيات، ذكرها ابن إسحاق في «سيرته»، وعنه: ابن هشام، وسأذكر ما عقَّب به ابن هشام هذه القصيدة، وهي: [من الطويل]
حَصَانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ بِرِيْبَةٍ                     وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الغَوافِلِ
عَقِيلَةُ أَصْلٍ(1) مِنْ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ                     كِرَامُ المَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ
مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللهُ خِيْمَهَا                     وَطَهَّرَها مِنْ كُلِّ غَيٍّ وبَاطِلِ
فَإِنْ كَانَ مَا قَدْ قِيلَ عَنِّيَ قُلْتُه(2)                      فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي
وَكَيْفَ وَوُِدِّي مَا حَيِيتُ ونُصْرَتِي                     لِآلِ رَسُولِ اللهِ زَينِ المَحَافِلِ
لَهُ رَتَبٌ(3) عَالٍ عَلى النَّاسِ كُلِّهِمْ                     تَقَاصَرُ عَنْهُ سَوْرَةُ(4) المُتَطَاوِلِ
فَإنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلَائِطٍ                     وَلَكِنَّهُ قَوْلُ امْرِئٍ بِيَ مَاحِلِ
          انتهى، قال ابن هشام: («عقيلة» والبيت الذي بعده، وبيته: «له رتبٌ...» عن أبي زيد الأنصاريِّ)، انتهى، وقد أنشد أبو عمر بن عبد البَرِّ في «الاستيعاب» أبياتًا، وهي على الولاء أوَّلها: حصانٌ...، الثاني: عقيلة...، الثالث: مهذَّبة...، الرابعُ: فإن كان...، الخامس: وإنَّ الذي...، السادس:
رَأَيتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللهُ حُرَّةً                     مِنَ المُحْصَنَاتِ غَيْرَ ذَاتِ غَوَائلِ
          السابع: وكيف ووُدِّي....
          فائدة: قوله في هذه الأبيات: (عَقِيلة أصلٍ): هو بفتح العين المهملة، وكسر القاف؛ أي: كريمة، والعَقِيلة: كريمة الحيِّ، وكريمة الإبل، وعَقِيلة كلِّ شيء أكرمه، والدُّرَّة عقيلة البحر، وقوله: (خِيْمها): هو بكسر الخاء المعجمة، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ ميم، ثُمَّ هاء، والخِيم؛ السجيَّة والطبيعة، قال الجوهريُّ: (لا واحد له من لفظه)، وقوله: (فلا رَفَعَتْ سَوطي إليَّ أناملي): هذا دعاء على نفسه، وفيه تصديق لمن قال: إنَّ حسَّان لم يُجْلَد في الإفك، ولا خاض فيه.
          ثانية: (عائشة) فيها لغتان: عائشة، والثانية: عيشة، قال أبو عمر الزَّاهد في «شرح الفصيح»: (عن ثعلب، عن ابن الأعرابيِّ: «أفصح اللُّغات: عائشة» قال: وقد حكيت: «عيشة» بلغة فصيحة)، قال بعض العلماء: (وحكى هذه اللُّغة عليُّ بن حمزة).
          قوله: (لَسْتَ كَذَلِكَ): (لستَ)؛ بفتح تاء الخطاب المذكَّر، وهذا ظاهرٌ، وفيه إشارة إلى أنَّه خاض في الإفك، والله أعلم.
          قوله: (لِمَ تَأْذَنِي): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (تأذنين)، (لِم): بكسر اللَّام مفتوح الميم على الاستفهام، والوجه (تأذنين) الذي وقع في نسخة.
          قوله: ({وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ})؛ الآية[النور:11]: أُنكِر ذلك على مسروق، وإنَّما الذي تولَّى كِبرَه عبدُ الله بن أُبيٍّ ابنُ سَلُولَ، والله أعلم(5).
          قوله: (يُنَافِحُ): تَقَدَّم الكلام عليه في الصفحة قبل هذه [خ¦4144].


[1] في هامش (أ) من نسخة: (حيٍّ) وبهذا اللفظ وردت في «سيرة ابن هشام» ░3/334▒.
[2] في هامش(أ) من نسخة: (فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتُمُ)، وبهذا اللفظ ورد في «سيرة ابن هشام» ░3/335▒.
[3] ضبطها في (أ): (رُتب) وفي المثبت من مصدره.
[4] ضبطها في (أ): (سُورَةُ)، والمثبت من مصدره، وهو الصواب.
[5] هذه الفقرة جاءت في (أ) متقدِّمة على الفقرة قبلها بعد قوله: (خاض في الإفك والله أعلم)، والمثبت هو الصَّواب حسب سياق الحديث.