التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: استأذن النبي في هجاء المشركين قال: كيف بنسبي

          4145- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ): هو بإسكان الموحَّدة، وهو عبدة بن سليمان، أبو محمَّد الكلابيُّ، اسمه عبد الرحمن، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦20]، و(هِشَامٌ) بعده: هو ابن عروة بن الزُّبَير بن العوَّام، و(أَبُوهُ): عروة، وهو ابن أخت عائشة، أمُّه: أسماء بنت أبي بكر ☻.
          قوله: (لَا تَسُبَّـُهُ): هو بتشديد الباء مفتوحة، وقد تَقَدَّم أنَّ سيبويه قال: إنَّه بالضمِّ، وقد ذكرت ذلك في (إِنَّا لَمْ نَرُدُّهُ عَلَيْكَ)، وفي غيره [خ¦141]، ويأتي في كلِّ مضعَّف مجزوم.
          قوله: (يُنَافِحُ): هو بالنون، والفاء، والحاء المهملة؛ أي: يدافع ويخاصم، يقال: نافحت عنه، ونفحت عنه: خاصمت ودفعت. /
          قوله: (وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَرْقَدٍ): قال الجيَّانيُّ: (قال _يعني: البُخاري_ في «المغازي» في آخر «حديث الإفك»: «قال محمَّد: حدَّثنا عثمان بن فرقد...»؛ فذكر هذا المكان، ثُمَّ قال: هكذا رواية أبي زيد والنسفيِّ عن البُخاريِّ، وفي نسخة أبي محمَّد الأصيليِّ، عن أبي أحمد: قال محمَّد بن عقبة: حدَّثنا عثمان بن فرقد، وهكذا لأبي ذرٍّ عن المستملي، ونسبه ابن السكن: «محمَّد بن مقاتل»، وهذا عندي بعيدٌ، وقال في «البيوع»: «حدَّثني محمَّد: حدَّثنا عثمان بن فرقد» [خ¦2212]؛ فذكر في قوله تعالى: {وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ}[النساء:6]، ولم يقل فيه أبو نصر شيئًا، ولعلَّه محمَّد بن عقبة الشيبانيُّ، ونسبه ابن السكن: «محمد بن سلَام») انتهى، وقد ذكر المِزِّيُّ حديث {وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ}، فقال: (عن محمَّد، عن عثمان بن فرقد)؛ فلم ينسبه، انتهى، وقد ذكر الذَّهبيُّ في ترجمة محمَّد بن عقبة بن المغيرة أبي عبد الله الشيبانيِّ الكوفيِّ عن سوَّار بن مصعب، وأبي إسحاق الفزاريِّ، وفُضيل بن سليمان، وغيرهم، وعنه: البُخاريُّ، وأبو كريب، ويعقوب الفسويُّ، وجماعة، قال الذَّهبيُّ: (وروى البُخاريُّ حديثًا عن محمَّد عن(1) عثمان بن فرقد، فقيل: هو هذا، وقيل: محمَّد بن مقاتل المروزيُّ، وقيل: محمَّد بن سلَام، ذكره ابن حبَّان في «الثِّقات»، وقال: مات سنة «215هـ»، وقال مطَيَّن: سنة «220هـ»، أخرج له البُخاريُّ)، وأمَّا المِزِّيُّ؛ فقال في هذا الحديث بعد أن علَّم عليه علامة التعليق كعادته: («خ» في «المغازي»، وقال: محمَّد بن عقبة، عن عثمان بن فرقد به)؛ يعني: عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، انتهى، فنسبه (ابنَ عقبة)، وكأنَّه وقع له منسوبًا، ولو كان من توضيحه أو توضيح مَنْ دون البُخاريِّ؛ لقال فيه: (وهو ابن عقبة)، أو: (يعني: ابن عقبة)؛ كالعادة في ذلك، والله أعلم.


[1] في (أ): (بن)، المثبت من مصدره، وهو الصواب.