التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض

          4042- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ): تَقَدَّم أنَّ هذا هو صاعقة الحافظ، و(حَيْوَةَ): هو بفتح الحاء المهملة، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ واو مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، وأنَّه ابن شريح، أبو زرعة التُّجيبيُّ المِصريُّ الفقيه، وثَّقه أحمد، وابن معين، أخرج له الجماعة، توفِّي سنة ░158هـ▒، لا حَيْوة بن شُريح الحَضْرميُّ، هذا ليس من تلك الطبقة، هذا شيخ البُخاريِّ، وثَّقه ابن معين وغيره، وأخرج له البُخاريُّ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، وابن ماجه، والله أعلم.
          قوله: (عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ): هو بفتح الحاء المهملة، وكسر الموحَّدة، تَقَدَّم، و(أَبُو الخَيْرِ): تَقَدَّم أنَّه مرثد بن عبد الله اليزنيُّ.
          قوله: (صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلعم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي(1) سِنِينَ): ظاهره أنَّه حقيقة، وبه قال بعضُهم وخولِف، ومعناه: أنَّه دعا لهم بدعاء صلاة الميت، والدليل على ذلك ما جاء في بعض الأحاديث، عن الزُّهريِّ، عن أيُّوب بن بَشِير: (أنَّ رسول الله صلعم خرج عاصبًا رأسه حتَّى جلس على المنبر، ثُمَّ كان أوَّل ما تكلَّم به أنَّه صلى على أصحاب أُحُد، واستغفر لهم، فأكثر الصلاة عليهم...)؛ الحديث، وهذا مرسلٌ، وأيوب بن بشير: الصحيح أنَّه تابعيٌّ، ووهم من عدَّه صحابيًّا.
          قوله: (بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ): فيه نظرٌ؛ لما قدَّمتُ في تاريخ هذه الغزوة _والله أعلم_ مع انضمام اتِّفاقهم على إقامته ◙ بالمدينة عشر سنين، إلَّا أن يؤوَّل قوله: (ثماني سنين)، وكان يحتمل أن يقال: بعد ثماني سنين من المقدم، لكنَّ بقيَّة الحديث تدفع ذلك.
          قوله: (ثُمَّ طَلَـِعَ الْمِنْبَرَ): هو في الأصل الذي سمعنا فيه على العراقيِّ بفتح اللام وكسرها بالقلم، وعليه (معًا)، وكذا ضبطه بعضُهم بهما، انتهى، فالفتح معروف، وأمَّا الكسر؛ فيقال: طلِعت الجبلَ والمنبر؛ بالكسر؛ إذا علوته، فإن صحَّ ما في أصلنا رواية، وكذا ما ضبطه به بعضُهم؛ فمعنى (طلِع المنبر) بالكسر: علاه.
          قوله: (فَرَطٌ): هو بفتح الفاء والراء، وبالطاء المهملة، و(الفرط): الذي يتَقَدَّم الواردين فيهيِّئُ لهم ما يحتاجون إليه، ومعناه في هذا الحديث والله أعلم: أنِّي أتَقَدَّمكم لأشفع لكم، والله أعلم.
          قوله: (أَنْ تَنَافَسُوهَا): المنافسة: الرغبة في الشيء والانفراد به، وهو من الشيء النفيس الجيِّد في نوعه، ونافستُ في الشيء منافسةً ونفاسًا؛ إذا رغبتَ فيه، ونَفُس _بالضمِّ_ نفاسة؛ أي: صار مرغوبًا فيه، ونَفِست؛ بالكسر؛ أي: بخلت، ونَفِست عليه الشيء نفاسةً؛ إذا لم تره له أهلًا.
          قوله: (فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ): (آخرَ) بالنَّصْب خبر (كان)، وهذا ظاهرٌ.


[1] كذا في (أ) و(ق) و«اليونينية»، ورواية ابن عساكر: (ثمان).