التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث: لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ

          3673- الحديث الثاني عشر: حديث أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ☺: (لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ)، تابعه جريرٌ وعبدُ اللهِ بنِ داودَ وأبو مُعَاوِيَةَ ومُحَاضِرٌ عن الأَعْمَشِ، أي: عن ذَكْوَانَ، عن أبي سعيدٍ، والبخاريُّ أخرج الأوَّل عن آدمَ بن أبي إياسٍ عن شُعبةَ عن الأَعْمَشِ، وقد سلف حقيقةُ الصَّحابيِّ.
          والنَّصِيْف النِّصْف، مثل: العُشر والعَشِير، والثُّمْن والثَّمِين، ومعناه: أنَّ المُدَّ ونِصفَه ينفقُه الواحد منهم أفضل مِن الكبير ينفقُه أحدكُم مع السَّعة والوجدان، وقيل: النَّصيف هنا مكيالٌ يُكال به، قال الخطَّابيُّ: ويُروى: ((مَدَّ أَحَدِكُم)) بفتح الميم، يريد الفضل والطول، وذكر أنَّه قال هذا لخالدٍ مع رجلٍ مِن السَّابقين الأوَّلين، فإذا كان هذا التَّفاضُل في الصَّحابة كان بعدهم أكثر.