التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب مناقب قرابة رسول الله

          ░12▒ (بَابُ مَنَاقِبِ قَرَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلعم، وَمَنْقَبَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رسول الله صلعم، وَقَالَ: فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ).
          ثمَّ ساق أربعة أحاديث:
          3711- 3712- أحدها: حديث عَائِشَةَ ♦: (أَنَّ فَاطِمَةَ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم...) الحديث، وفي آخره: (وَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: وَالَّذِيْ نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صلعم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي).
          3713- ثانيها: حديث ابن عُمَرَ ☻: (عَنْ أَبِي بَكْرٍ ☺ قَالَ: اُرْقُبُوا مُحَمَّدًا صلعم فِي أَهْلِ بَيتِهِ).
          3714- ثالثها: حديث المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ☻: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي).
          3715- رابعها: حديثُ عَائِشَةَ عن فاطِمَةَ ☻ في بكائها ثمَّ ضحكها، وقد سلف [خ¦3624].
          وتعليقه الأوَّل أسندَه في أواخر باب: علامات النُّبوَّة [خ¦3624] مِن حديث عائِشَةَ ♦، وسلف بلفظ: ((أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكونِي سَيِّدَةَ نِساءِ أهلِ الجَنَّة، أو نِساءِ المؤمنين)).
          في إرسال فاطِمَةَ طلب ميراثها طلب الكفاف، وترك إضاعة المال، وأنَّها لم تكن علمت قوله: ((لَا نُورَثُ))، وفيه أنَّه ◙ كان أبقى رِباعه لقوتِ أهله في حياته ومماته، وما يعرِضُ له مِن أمور المسلمين، وفيه أنه كان له في الخُمُس حظٌّ، وفيه أنَّ صدقَةَ رِبَاعه الوقْف ليس أن تسلَ للفقراء، وفيه أنَّ لبني هاشمٍ حقًّا في مال الله، وهو مِن الفَيْءِ والخُمُسِ والجِزْيةِ وشبه ذلك؛ ليتنزَّهُوا عن الصَّدَقةِ، وشبهةُ عليٍّ إلى آخر الحديث ليس مِن هذا، إنَّما كان ذلك بعد موت فاطِمَةَ، وقد أتى به في موضعٍ آخرَ.
          وقوله: (قَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صلعم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي) يعني أنَّه لا آلُوهم فيما يجب لهم.
          وقوله: (اُرْقُبُوا مُحَمَّدًا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ) أوصى بذلك النَّاسَ، قال ابن فارسٍ: أَرْقَبْتُ الحائطَ والمطرَ، والْمَرْقِب: المكانُ المشرِفُ العالي يقفُ عليه الرقيبُ، وروي أنَّه ◙ أصبحَ يومًا خاثِرًا، فقيل له في ذلك: فقال: ((رأيتُ أُمَّتِي تقتلُ حُسينًا)).
          فائدة: فاطمة بنتُ سيِّدنا رسول الله صلعم تُكنَّى: أُمُّ أَبِيها؛ أنكحَها عليًّا بعدَ وقعة أُحُدٍ بنتَ خمس عشرة سنة وخمسة أشهرٍ ونصفٍ، وكان سنُّ عليٍّ ☺ يومئذٍ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهرٍ، ماتت بعد سيِّدنا رسول الله صلعم بستة أشهر على الأصحِّ، وقيل: بثلاثةٍ _قاله مالكٌ_ بنت إحدى وعشرين أو سبعٍ أو ثمانٍ، وقيل: خمس وثلاثين، وترجمتها موضَّحة في «رجال العمدة».