التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ذكر أصهار النبي

          ░16▒ (بَابُ ذِكْرِ أَصْهَارِ رَسُولِ اللهِ صلعم، مِنْهُمْ أَبُو العَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ ☺).
          3729- ثمَّ ذكر خِطبةَ عليٍّ ☺ بنتَ أبي جَهْلٍ، وما قاله النَّبيُّ صلعم.
          أبو العَاصِ بن الرَّبِيع: هو ابنُ عبد العُزَّى بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيُّ، كان يُقَال له: جَرْو البَطْحَاءِ، وفي اسمه أقوالٌ: لَقِيطٌ أو مِهْشَمٌ أو هُشَيمٌ أو مِقسَم، وهو أثبت، قال الزُّبَيْر: أو ياسِرُ أو القاسِمُ.
          أُمُّه: هَالَةُ بنتُ خُوَيْلدٍ بن أسدٍ أختُ خَدِيجةَ، وكان مُؤاخيًا لرسول الله صلعم مُصافيًا، وشكرَ رسولُ الله صلعم مصاهرتَهُ، وأثنى عليه خيرًا كما ذكره في الباب، مات في ذي الحِجَّةِ سنة اثنتي عشرة، ويقال: إنَّه اسْتُشهد في بعض المغازي ثم أُحرِق بالنَّار حتَّى صار فَحْمةً.
          وزوجُه هي زينبُ، أوَّلُ ولدِه كما قال الكلبيُّ، وقال السَّرَّاجُ: ولدت سنة ثلاثين مِن مولد سيِّدنا رسول الله صلعم.
          فَصْلٌ: وبنتُ أبي جَهْلٍ: جَمِيلةُ، وقيل: جُوَيْرِيَةُ، ولَمَّا قال ◙ فيها ما قال، قال عتَّابُ بن أَسَيْدٍ: أنا أُرِيحكُم منها، فتزوَّجَها فولدت له عبد الرَّحمن المقتول يوم الجمل، وكان لأبي جهل بنتٌ أخرى يُقال لها: الخيفاء، كانت تحت سُهَيلِ بن عَمْرٍو، وزعمَ الميدانيُّ وابن السِّكِّيت وغيرهما أن التي كانت تحت سهيلِ بن عَمْرٍو اسمها صَفِيَّةُ، وسمَّاها الحاكم في «إكليلهِ» جُوَيْرَيةَ، وسمَّى ابنُ طاهرٍ المقَدْسِيُّ مخطوبةَ عليٍّ: العَوْرَاء، وفي غير هذه الرواية قال ◙: ((وَلَسْتُ أُحرِّمُ مَا أَحلَّ اللهُ فَلَا آذَنُ إلَّا أنْ يَشاءَ ابنُ أبي طالبٍ أنْ يُطلِّقَ ابْنَتِي))، وهذا قد يُقال: إنَّهُ شَرَطَ.
          والخِطْبَةُ: بكسر الخاء، وقوله: (وَذَكَرَ صِهْرًا) يدلُّ على أنَّ الصِّهْر يُطلق على الزوَّجِ، وقد سلف، وترجمة البخاريِّ (أَصْهَارِ) ولم يأتِ إلَّا باثنين، نظيره: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [النساء:11]، والاثنانُ يحجبانها من الثُلُث إلى السُّدُس عند الأكثرين.
          فصلٌ: ادَّعى الشريفُ الموسويُّ في «غرره»: أنَّ حديثَ خطبة عليٍّ لابنة أبي جَهْلٍ موضوعٌ، ولا نسوي سماعَه لثبوته في «الصحيح» مِن حديث المَسْوَرِ كما ستعرفه قريبًا، وأخرجه التِّرْمذيُّ عن عبد الله بن الزُّبَيْر وصحَّحَهُ.
          فائدة: قوله: (بَضْعَةٌ مِنِّي) هو بفتح الباء، وللحاكم: ((مُضْغَة _بالميم_ يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها))، ثمَّ قال: صحيح الإسناد. وله على شرط الشيخين: ((ولَا أَحْسِبُها إلَّا تحزنُ أو تَجْزَعُ))، وأنَّ المذكور في بني عبد شمسٍ هو أبو العاصي والله أعلم.