التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب مناقب عمار وحذيفة

          ░20▒ (بَابُ مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ ☻)
          3742- 3743- ذكر فيه حديثَ أبي الدَّرداء، واسمه عُوَيمرُ في فضلِهما، أمَّا عمَّارُ فهو ابن ياسرٍ أبو اليَقْظَان، أُمُّهُ سُمَيَّةُ، عُذِّبَا في الله، وأُمُّهُ أوَّلُ شهيدةٍ في الإسلام، طعنَها أبو جهْلٍ بحَربةٍ في قُبُلِها، وقُتل عمَّارُ بِصِفِّين وقد جاوز التسعين.
          وحُذَيفَةُ هو أبو عبد الله حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَان حُسَيْلِ بنِ جابرِ بنِ عَمْرِو حليفُ بني عبد الأَشْهَلِ، صاحبُ سِرِّ رسول الله صلعم، وقيل: اليَمَانُ لقبُ جَدِّهم جَرْوةَ بن الحارثِ، قال الكلبيُّ: لأنَّه أصابَ دمًا في قومه فهرب إلى المدينة وحالفَ بني عبد الأَشْهَلِ، فسمَّاهُ قومُهُ اليَمَانَ، مات سنةَ ستٍّ وثلاثين على الأصحِّ، وترجم له البخاريُّ ترجمةً وحدَه فيما سيأتي [خ¦3824]، فقال: باب ذكر حُذَيْفَةَ بن اليَمَانِ العّبْسِيِّ، كما ستعلمه، وفيه فضلُ أبي الدَّرداء.
          وقوله: (أَلَيْسَ عِنْدَكُم ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالوِسَادِ وَالمِطْهَرَةِ؟!) يقول: عندكم مَن لا تحتاجون معه إلى عالمٍ، وقوله: (صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ...) إلى آخره، قال الدَّاوديُّ: أي لم يكن له مِن الجهاز إلَّا ذلك لتخلِّيه مِن الدنيا، وأنكرَ ذلك عليه مَن قال: المرادُ بالمناقب ما كان معَ رسولِ اللهِ صلعم.
          وقوله: (الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ...) يعني (عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ) يعني قوله ◙: ((وَيْحَ عمَّارٍ يَدْعُوهم إلى الجَنَّة ويدعونه إلى النَّار))، يعني والله أعلم: حينَ أكرهوه على الكُفر بسبِّهِ ◙.
          وقوله: (صَاحِبُ سِرِّ رَسُولِ اللهِ صلعم الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ) يعني حُذَيْفَةَ، وذلك أنَّهُ أسرَّ إليه سبعةَ عشر رجلًا من المنافقين.
          قوله: (صَاحِبُ السِّوَاكِ...) شكَّ المحدِّثُ، وهو ابن مسعودٍ صاحب السِّوار، وهو السِّرَار، ويُروى أنَّهُ ◙ قال له: ((إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الحِجَابُ، وتَسْمَعَ سِوَادي)) كذا عند مسلمٍ، وقراءةُ عبد الله: (وَالذَّكْرِ وَالأُنْثَى) أنزلَ كذلك، ثمَّ أنزل: (وَمَا خَلَقَ) فلم يسمعْه عبدُ الله ولا أبو الدَّرداء وسمعَه سائرُ النَّاس وأثبتوه، وهذا كظنِّ عبد الله أنَّ المعوِّذَتين ليستا مِن القرآن.