التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب مناقب بلال بن رباح

          ░23▒ (بَابُ مَنَاقِبِ بِلاَلِ بْنِ رَبَاحٍ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ☻)
          هو أبو عبد الله بِلالُ بن رَبَاحٍ، وأُمُّهُ: حَمَامةُ مولاةُ بني جُمَحٍ، مات بدمشقَ سنة عشرين.
          ثمَّ ذكر البخاريُّ حديثًا معلَّقًا، فقالَ: (وَقَالَ النَّبيُّ صلعم: سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ).
          وهذا قد أسندَه في الصَّلاة، في باب: فضل الطُّهُور باللَّيل والنهار [خ¦1149].
          3754- ثمَّ أسندَ عن جابرٍ ☺ قال: (كَاَنَ عُمَرُ ☺ يقول: أبو بكرٍ سيِّدُنا، وأعتق سيِّدَنا، يعني بِلَالًا).
          3755- وحديث قيسٍ: (أَنَّ بِلَالًا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ ☻: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي للهِ فَدَعْنِي وَعَمَلَ الله).
          الشرح: (دَفَّ) بالفاء الخفقُ، والبخاريُّ فسَّره بذلك كما مضى هناك، وإنَّما رآه بين يديه ليس أنَّه يفعل ذلك، قاله الدَّاوديُّ، وقول عُمَرَ ☺: (أَعْتَقَ سَيِّدَنَا) يعني أنَّه مِن سادة هذه الأُمَّة ليس أنَّه أفضلُ مِن عُمَرَ ☺، وقوله: (وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا) فيه حُجَّةٌ لابن القاسم على أشهبَ في قوله: إنَّ مَن اشترى عبدًا مسلمًا مِن دار الحرب أنَّه لا ولاية له عليه لأنَّه عبدٌ عُتِقَ بنفسِ إسلامه، واحتجَّ ابن القاسم بأنَّ ولاءَ بلالٍ كان لأبي بكرٍ وهو اشتراه بعد إسلامِه، قال مُحَمَّدٌ: فاضْطُرَّ أشهبُ إلى أنْ قال: لم يكن ولاءُ بلالٍ لأبي بكرٍ.
          ويُروى أنَّه لَمَّا قال لأبي بكرٍ بعد موت رسول الله صلعم: إن كنتَ أعتقتني لوجه الله فدعني أذهب حيث شئت، وإن كنت أعتقتني لنفسك فأمسكني، فقال له أبو بكرٍ: اذهب حيث شئت، فذهب إلى الشام وسكنها مُؤْثِرًا الجهادَ على الأذان.