الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما يستحب للعالم إذا سئل: أي الناس أعلم؟

          ░44▒ (بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ): أي: الذي أو شيء ينبغي (لِلْعَالِمِ): ندباً وليست موصولاً حرفياً كما قيل، فافهم (إِذَا سُئِلَ): أي: قيل له: (أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟): أي: من غيره، وجملة (فَيَكِلُ): أي: يفوض (الأَمْرَ إِلَى اللَّهِ) تعالى بأن يقول نحو: الله أعلم جواب لإذا إن جعلت شرطية، فإن جعلت ظرفية فقط فالجملة مفسرة والفاء تفسيرية.
          قال في ((الفتح)): وفي رواية: (أن يكل) وهي أوضح.
          ولعل موضع: (أن يكل): الرفع على النيابة للفاعل ليستحب أو على أنه خبر لمحذوف وأصل يَكِل: يَوكِل حذفت الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة كيعد من وكل الأمر إلى غيره وكلاً ووكولاً: فوضه إلى رأيه.