الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب تحريض النبي وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان

          ░25▒ (بَابُ: تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صلعم): قال الكرماني: التحريض على الشيء؛ أي: بالضاد المعجمة: الحث عليه، والتحريص _بالمهملة_ بمعناه.وقال في ((الفتح)): من قالها بالمهملة فقد صحف.
          وانتصر العيني للكرماني فقال: إذا كان كل منهما يستعمل في معنى واحد لا يكون تصحيفاً، فإن أنكر هذا القائل استعمال المهملة بمعنى المعجمة فعليه البيان. انتهى.
          قال في (الانتقاض): فيه شيئان:
          أحدهما: إلزام المانع بإقامة الدليل.
          والثاني: لا يلزم من ترادفهما وقوعهما معاً في الرواية، وليس الكلام في مطلق التجويز.
          وقوله: (وَفْدَ): بفتح الواو: مفعول (تحريض) المضاف إلى فاعله (عَبْدِ الْقَيْسِ): قبيلة من العرب ساكنون قريباً من أرض فارس (عَلَى أَنْ يَحْفَظُوا): متعلق بتحريض (الإِيمَانَ وَالعِلْمَ، وَيُخْبِرُوا بِهِ مَنْ وَرَاءَهُمْ): ظرف صلة أو صفة لمن (وَقَالَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ): بالحاء المهملة أوله والمثلثة آخره مصغراً: ابن حشيش _بحاء مهملة، وقيل: بجيم وبشينين معجمتين مكبراً، وقيل: مصغراً_ مات بالبصرة سنة أربع وتسعين (قَالَ لَنَا النَّبِيُّ): وفي نسخة: <رسول الله صلعم> أي: حين قدم عليه سادس ستة من قومه، وأسلم وأقام أياماً وأذن له في الرجوع لأهله (ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ): جمع أهل تصحيحاً لمذكر، وله تكسيراً على أهال وتصحيحاً بالألف والتاء: أهلات (فَعَلِّمُوهُمْ): أي: ما علمتكم من أمر دينكم، وللأصيلي والمستملي بدله: <فعظوهم>. وهذا التعليق وصله المؤلف في الصلاة والأدب، وخبر الواحد ومسلم كذلك.