الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب

          ░37▒ (بَابٌ: لِيُبَلِّغِ): أمر باللام مجزوم بالسكون وحرك بالكسر على أصل التقاء الساكنين وبالفتح للخفة (العِلْمَ): مفعول ثان له مقدم على الفاعل، والمفعول الأول اهتماماً به، وسقط في نسخة كما في (المنحة).
          (الشَّاهِدُ): أي: الحاضر فاعل يبلغ (الغَائِبَ): مفعوله الأول (قَالَهُ): أي: رواه (ابْنُ عَبَّاسٍ): ☻ فيما وصله المؤلف في الحج (عَنِ النَّبِيِّ صلعم): لكن بحذف (العلم) وهو المراد؛ لأنه المأمور بتبليغه، ولفظه في الحج: عن ابن عباس: أن رسول الله صلعم خطب الناس يوم النحر فقال: (أيها الناس أي يوم هذا؟) قالوا: يوم حرام إلى أن قال: (اللهم هل بلغت) مرتين، قال ابن عباس: فوالذي نفسي بيده إنها وصيته إلى أمته، (فليبلغ الشاهد الغائب).
          قال في ((الفتح)): وليس هذا الحديث مذكوراً في شيء من طرقه عن ابن عباس وغيره بهذه الصورة كأنه أراد بالمعنى؛ لأنه المأمور بتبليغه.
          واعترضه العيني فقال: قلت: ليس كذلك بل هو مثل ما في الحديث المذكور _أي: في الحج_ غايته أنه أبرز أحد المفعولين المقدر في الحديث وهو العلم. انتهى.
          وأقول: ليس بوارد؛ لأنه لم يأت بما يدل على أنه ذكره بهذه الصورة، ولذا قال في ((الانتقاض)): هذا الإيراد لا يتشاغل بجوابه. انتهى.
          إلا أن يقال: الإيراد على قوله: وكأنه أراد بالمعنى إذ المقدر مثل الملفوظ، فافهم