الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الإنصات للعلماء

          ░43▒ (بَابُ الإِنْصَاتِ) بكسر الهمزة؛ أي: السكوت والاستماع (لِلْعُلَمَاءِ): أي: لأجل علمهم ليفهم عنهم، لكن دل قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ} [الأعراف:204] على الفرق بينهما.
          قال في ((الفتح)): الإنصات: هو السكوت وهو يحصل ممن يستمع وممن لا يستمع كأن يكون مفكراً في أمر آخر، وكذلك الاستماع قد يكون مع السكوت، وقد يكون مع النطق بكلام آخر لا يشغل الناطق به عن فهم ما يقول الذي يستمع منه، وقد قال الثوري وغيره: أول العلم الاستماع، ثم الإنصات، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر، وعن الأصمعي تقديم الإنصات على الاستماع، وقد ذكر علي بن المديني: أنه قال لابن عيينة: أخبرني معتمر بن سليمان عن كهمس عن مطرف قال: الإنصات من العينين فقال له ابن عيينة: وما تدري كيف ذلك؟ قال: لا، قال: إذا حدثت رجلاً فلم ينظر إليك لم يكن منصتاً وهذا محمول على الغالب.