الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث

          ░29▒ (بَابُ: مَنْ بَرَكَ): بفتحتين وتخفيف الراء؛ أي: جلس كالبعير (عَلَى رُكْبَتَيْهِ): تثنية رُكبة _بضم الراء_ معروفة، يقال: برك البعير بروكاً؛ أي: استناخ وكل شيء ثبت وأقام فقد برك.
          وقال الصنعاني: برك بروكاً: اجتهد، وإذا كان البروك للبعير لا غير فإسناده إلى الإنسان على طريق المجاز المرسل المسمى بغير المقيد، وذلك: بأن يكون اللفظ مستعملاً في حقيقة مع قيد فيستعمل فيها لا مع قيدها كاستعمال المشفر الذي هو: شفة البعير في مطلق الشفة، فيقال: زيد غليظ المشفر، قاله الكرماني وتبعوه.
          وأقول فيه: إنه لابد أن يستعمل في مقيد آخر بعد إطلاقه فيكون علاقته الإطلاق والتقييد، ويجوز أن يكون في التركيب استعارة مكنية أو أصلية تبعية فافهم (عِنْدَ الإِمَامِ أَوِ الْمُحَدِّثِ).