الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس

          ░24▒ (بَابٌ): سقط للأصيلي (مَنْ أَجَابَ الْفُتْيَا بِإِشَارَةِ اليَدِ وَالرَّأْسِ): قال في ((منحة الباري)): يعني: باب بيان المفتي الذي أجاب بإشارة يده أو رأسه المستفتي عما سأله عنه.
          والفتيا تقدم أنها: جواب المفتي، فهي منصوبة هنا بنزع الخافض؛ أي: أجاب بالفتيا؛ أي: بطريقها، ويحتمل: أنه أطلقها هنا على السؤال؛ أي: أجاب السؤال؛ أي: سائله فهي مفعول (أجاب) بتقدير مضاف، وقال في شرح ترجمة الباب السابق: الفتيا: من فتى يفتي فتىً فهو فتي السن؛ أي: حديثه وكل حديث أشكل على أحد طلب فيه من المفتي أمراً حديثاً، فالفُتيا _بالضم_ كالفتوى: جواب حديث لأمر حديث. انتهى.
          والإشارة باليد مستفادة من الحديثين المذكورين في الباب أولاً وهما مرفوعان، وأما بالرأس فمستفادة من حديث أسماء فقط وهو إن كان موقوفاً، لكن له حكم المرفوع؛ لأنها كانت تصلي خلف النبي صلعم، وكان في الصلاة يرى من خلفه أيضاً فيدخل في التقرير، ولا يلزم أن يدل كل حديث في الباب على تمام الترجمة.