الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب فضل العلمِ

          ░22▒ (بَابُ: فَضْلِ العِلْمِ): أي: زيادته؛ لأن النبي صلعم أعطى ما فضل عنه من اللبن المعبر بالعلم لعمر، فليس هذا الباب مكرراً مع ما مر أول كتاب العلم، فإن المذكور هناك بمعنى الفضيلة على أن عامة النسخ هناك ليس بموجود فيها الباب، وأيضاً فقيل: المراد هناك: التنبيه على فضيلة العلماء، وههنا: التنبيه على فضيلة العلم، فإن ما أعطاه النبي _╕_ مما فضل عنه فضيلة.
          ففي ((الفتح)): الفضل هنا بمعنى الزيادة؛ أي: ما فضل عنه، والفضل الذي تقدم أول كتاب العلم بمعنى: الفضيلة، فلا يظن أنه كرره.
          واعترضه العيني: بأنه لم يبوب على أن الفضل بمعنى الزيادة ولم يقصد به معناه اللغوي بل قصده بيان فضيلة العلم؛ لأنه في كتابه فإن كان أخذه من قوله _ ◙_: (ثم أعطيت فضلي عمر) فلا يصح؛ لأنه لا مدخل له في الترجمة، وإنما هو في فضل العلم وشرفه، واستنبط المؤلف أن إعطاءه فضله لعمر عبارة عن العلم وهو فضيلة، وإنما الجواب: أن الباب ليس بثابت في أول كتاب العلم في عامة النسخ ولئن سلمناه، فالمراد هناك: التنبيه على فضيلة العلماء، وهنا: على فضل العلم. انتهى.
          وأجاب في (الانتقاض) بأن دخوله فيها ظاهر مما قرره وهو لا يشعر. انتهى.
          وجعل الكرماني الفضل بمعنى الفضيلة حيث قال: ولا تغفل عن الفرق بين فضل العلم وفضيلته إذ الحديث دل على الفضل لمنطوقه لا على فضيلته، ويقال أيضاً: فضلة الرسول صلعم فضيلة وشرف، وقد فسرها بالعلم فدل على فضيلته.