إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن رسول الله قرأ: {فهل من مدكر}

          3341- وبه قال: (حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ / بْنِ نَصْرٍ) الجهضميُّ الأزديُّ البصريُّ _وسقط لأبي ذرٍّ «ابن نصرٍ»‼_ قال: (أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ) محمَّد بن عبد الله بن الزُّبير بن عُمَر(1) بن درهمٍ الزُّبيريُّ (عَنْ سُفْيَانَ) الثَّوريِّ (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ (عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ) النَّخعيِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعودٍ ( ☺ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَرَأَ: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}[القمر:15]) بالإدغام والدَّال المهملة (مِثْلَ قِرَاءَةِ العَامَّةِ) لا بفكِّ الإدغام ولا بالمعجمة، كما قُرِئ في الشَّواذِّ، وأصله: «مذتكرٌ» بذالٍ معجمةٍ «مفتعل» من الذِّكر، فاجتمع حرفان متقاربان في المخرج والأوَّل ساكنٌ، وألفينا الثَّاني مهموسًا، فأبدلناه بمجهورٍ يقاربه في المخرج _وهو الدَّال المهملة_ ثمَّ قُلِبت الذَّال دالًا وأُدغِمت في الدَّال المهملة. فإن قلت: ما وجه المطابقة بين الحديث والتَّرجمة؟ أُجيب من قوله في الآية الثَّانية: {وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ}[يونس:71] والآية في شأن سفينة نوح، والضَّمير في قوله: {وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً}[القمر:15] يُعتبَر بها؛ إذ شاع خبرها واستمرَّ، أو تُركِت حتَّى نظر إليها أوائل هذه الأمَّة.
          وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «التَّفسير» [خ¦4869] و«أحاديث الأنبياء» [خ¦3345]، ومسلمٌ في «الصَّلاة»، وأبو داود في «الحروف»(2)، والتِّرمذيُّ في «القراءات»، والنَّسائيُّ في «التَّفسير».


[1] في (م): «عبيد»، وفي سائر النُّسخ: «عُمير»، والمثبت من كتب التَّراجم.
[2] في (د): «الحروب» وهو تحريفٌ.