إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب لا يقبل الله صدقةً من غلول ولا يقبل إلا من كسب طيب

          ░7▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين (لَا يَقْبَلُ اللهُ صَدَقَةً) ولأبي الوقت: ”الصَّدقة“ (مِنْ غُلُولٍ) بضمِّ الغين المُعجَمة، خيانةٍ في المغنم، وللحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ(1): ”لا تُقبَل الصَّدقة من غُلُولٍ“ بضمِّ أوَّل «تُقبَل» وفتح ثالثه مبنيًّا للمفعول، وهو طرفٌ من حديثٍ(2) أخرجه مسلمٌ (وَلَا يَقْبَلُ(3) إِلَّا مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ) هذا للمُستملي وحده، وهو طرفٌ من حديث الباب (لقوله) تعالى: ({وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}[البقرة:276]) زاد أبو ذرٍّ(4): ”{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ (5) خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}“[البقرة:263].


[1] في (د): «والمُستملي»، وليس بصحيحٍ.
[2] زيد في غير (م): «الباب».
[3] في (ص) و(م): «تُقبَل».
[4] في (د) و(م): «في نسخةٍ»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[5] في حاشية (د): (قوله تعالى: { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } أي: كلامٌ حسنٌ، ورَدٌّ جميلٌ على السَّائل، وقِيلَ: عِدَةٌ حسنةٌ، وقال الكلبيُّ: دعاءٌ صالحٌ يدعو لأخيه بظهر الغيب، وقِيلَ: نزلت في إصلاح ذات البين { وَمَغْفِرَةٌ } أي: مغفرةٌ منه عليه لمَّا علم خلَّته ولا يهتك ستره، وقِيلَ: تجاوزٌ عن ظالمه، وقِيلَ: تجاوزٌ عن الفقير إذا استطال عليه عند ردِّه، بغويٌّ).
(قال البيضاويُّ: { وَمَغْفِرَةٌ } تجاوزٌ عن السَّائل الحاجة، أو نيل مغفرةٍ من الله بالرَّدِّ الجميل، أو عفوٌ من السَّائل؛ بأن يعذره ويغتفر ردَّه له).