الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب دعوة النبي لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله

          ░26▒ (باب: دَعْوَة النَّبيِّ صلعم لخَادِمِه بِطُول العُمْر...) إلى آخره
          قالَ الحافظُ: ذكر فيه حديث أنسٍ، وقد مضى قريبًا، وذكره في عدَّة أبواب، وليس في شيء منها ذكرُ العُمْر، فقال بعض الشُّرَّاح: مطابقة الحديث للتَّرجمة أنَّ الدُّعاء بكثرة الولد يستلزم حصول طول العُمْر.
          قالَ الحافظُ: والأَولى أن يقال: إنَّه أشار كعادته إلى ما ورد في بعض طرقه، فأخرج في «الأدب المفرد» مِنْ وجهٍ آخرَ عن أنس، وفيه زيادة قوله: ((أَكْثِر مالَه ووَلَده وأَطِلْ حَيَاتَه واغْفِرْ لَه)).
          فأمَّا كثرة ولد أنس ومالِه فوقع عند مسلم في آخر هذا الحديث: ((قال أنس: فوالله إنَّ مالي لكثير، وإنَّ ولدي وولد ولدي ليتعادُّون على / نحو المئة اليوم)) وتقدَّم في كتاب الصَّوم في (باب: مَنْ زَارَ قَوْمًا فَلَم يُفْطِر عِنْدَهُم) قول أنس: إنِّي لَمِنْ أكثرِ الأنصار مالًا، وحدَّثتني ابنتي أمينة أنَّه دُفن مِنْ صُلبي إلى يوم مقدم الحَجَّاجِ البصرة بضعٌ وعشرون ومئة، وأخرجَ التِّرْمِذيُّ عن أبي العالية في ذكر أنس: ((وكان له بستان يأتي في كلِّ سَنة الفاكهة مرَّتين، وكان فيه ريحانٌ يجيء منه ريح المسك)).
          وأمَّا طول عمر أنس فقد ثبت في الصَّحيح أنَّه كان في الهجرة ابن تسع سنين، وكانت وفاته سَنة إحدى وتسعين فيما قيل، وقيل: سنة ثلاث، وله مئة وثلاث سنين قاله خليفة وهو المعتمد، وأكثر ما قيل في سِنِّه: أنَّه بلغ مئة وسبع سنين، وأقلُّ ما قيل فيه: تسعًا وتسعين سنةً. انتهى مِنَ «الفتح» بإيضاحٍ وتغيُّر، وسيأتي بعض ما يناسبه في (باب: الدُّعاء بكثرة المال مع البركة).