الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: ليعزم المسألة فإنه لا مكره له

          ░21▒ (باب: ليَعْزِمِ المسأَلَة فإنَّه لا مُكْرِه له)
          قالَ ابنُ عبد البرِّ: لا يجوز لأحدٍ أن يقول: اللَّهمَّ أعطِني إن شئت، وغير ذلك مِنْ أمور الدِّين والدُّنْيا لأنَّه كلام مستحيل لا وجه له، لأنَّه لا يَفعل إلَّا ما شاءه، وظاهرُه أنَّه حمل النَّهي على التَّحريم وهو الظَّاهر، وحمله النَّوويُّ على كراهة التَّنزيه وهو أولى، ويؤيِّده ما سيأتي في حديث الاستخارة: قالَ ابنُ عُيَيْنة: ((لا يمنعنَّ أحدًا الدُّعاءُ مَا يَعْلَم في نفسه_يعني مِنَ التَّقصير_ فإنَّ الله قد أجاب دعاء شرِّ خلقِه وهو إبليسُ حين قال: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الحجر:36]. انتهى مِنَ «الفتح».
          قالَ القَسْطَلَّانيُّ: وفي التِّرمذيِّ عن أبي هريرة مرفوعًا: ((ادْعُوا اللَّهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجابَةِ، وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّه لا يَسْتَجِيبُ دُعاءً مِنْ قَلْبٍ غافِلٍ لاهٍ)). انتهى.