الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: يستجاب للعبد ما لم يعجل

          ░22▒ (باب: يُسْتَجَابُ للعَبدِ مَا لم يَعْجَل)
          قالَ الحافظُ في شرح قوله: (يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي): قالَ ابنُ بطَّالٍ: المعنى أنَّه يسأم فيترك الدُّعاء فيكون كالمانِّ بدعائه، أو أنَّه أتى مِنَ الدُّعاء ما يستحقُّ به الإجابة، فَيَصِيرُ كَالْمُبْخِل للرَّبِّ الكريم الَّذِي لا تُعْجِزُه الإِجَابَة، ولا ينقصه العطاء، [ثمَّ قالَ:] وفي هذا الحديث أدبٌ مِنْ آداب الدُّعاء، وهو أنَّه يلازم الطَّلب، ولا ييئس مِنَ الإجابة لِما في ذلك مِنَ الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار، حَتَّى قال بعضُ السَّلف: لَأَنَا أشدُّ / خشيةً أن أُحْرَم الدُّعاء مِنْ أن أُحْرَم الإجابة، وكأنَّه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه: ((مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعاء فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحمةِ...)) الحديث، أخرجَه التِّرمِذيُّ بسندٍ ليِّن، وقدَّمتُ في أوَّل كتاب الدُّعاء الأحاديثَ الدَّالَّة على أنَّ دَعْوَةَ المُؤْمِن لا تُرَدُّ... إلى آخر ما قال.