الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب استغفار النبي في اليوم والليلة

          ░3▒ (باب: استغفار النَّبيِّ صلعم في اليوم واللَّيلة)
          قالَ الحافظُ: أي: وقوع الاستغفار منه، أو التَّقدير مقدار استغفاره في كلِّ يوم، ولا يُحمل على الكيفيَّة لتقدُّم بيان الأفضل، وهو لا يُترك الأفضلُ. انتهى.
          وقد تكلَّم الحافظ هاهنا على شرح ما وقع عند مسلم وأبي داود مِنْ حديث: ((إنَّه ليغان على قلبي وإنِّي لأستغفرُ الله كلَّ يومٍ مئةَ مرَّةٍ)) ثمَّ قالَ الحافظُ بعد شرح هذا الحديث: وقد استُشكل وقوع الاستغفار مِنَ النَّبيِّ صلعم وهو معصوم، والاستغفار يَستدعي وقوع معصية، فارجع إليه لو شئت.
          فائدة: أفاد العلَّامة الزَّرقانيُّ في شرح قوله: ((فقال: لستَ مثلَنا يا رسولَ الله قد غفر الله لك ما تقدَّم مِنْ ذنبك وما تأخَّر...)) الحديث، قوله: ((غفر الله لك)) أي: ستر وحال بينك وبين الذَّنب، فلا يقع منك ذنبٌ أصلًا لأنَّ الغَفْرَ السَّتْرُ وهو إمَّا بين العبد والذَّنب وإمَّا بين الذَّنب وعقوبته، فاللَّائق بالأنبياء الأوَّل وبأممهم الثَّاني، فهو كناية عن العِصمة، وهذا قولٌ في غاية الحُسن. انتهى.