الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الضجع على الشق الأيمن

          ░5▒ (باب: الضَّجْع عَلَى الشِّقِّ الأَيْمَن)
          الضَّجْع_بفتح أوله وسكون الجيم_: مصدرٌ، يقال: ضَجَعَ الرَّجلُ يَضْجَعُ ضَجْعًا وضُجُوعًا، فهو ضَاجِعٌ، والمعنى وَضَعَ جنبَه بالأرض، وفي رواية <باب: الضِّـَجعة> وهو بكسر أوَّلِه لأنَّ المراد الهيئة، ويجوز الفتحُ، أي: المرَّة. ذكر فيه حديث عائشة وقد مضى في كتاب الصَّلاة وترجم له (باب: الضَّجْع على الشِّقِّ الأيمن بعد ركعتَي الفجر) وذكر المصنِّف هذا الباب والَّذِي بعده توطئةً لِما يُذكر بعدهما مِنَ القول عند النَّوم. انتهى مِنَ «الفتح».
          ويُشْكِل هاهنا أنَّ مِنْ حقِّ هذا الباب أن يذكر في كتاب الآداب.
          قالَ الكَرْمانيُّ: فإن قلت: ما وجهُ تعلُّقه بكتاب الدَّعوات؟ قلت: يُعلم مِنْ / سائر الأحاديث أنَّه كان يدعو عند الاضْطجَاع.
          والأوجَهُ عندَ هذا العبدِ الضَّعيفِ: أنَّ هذا الباب وأمثاله مِنْ (باب: إذا بات طاهرًا) و(وضع اليد تحت الخدِّ) و(النَّوم على الشِّقِّ الأيمن) لها تعلُّقًا خاصًّا بكتاب الدَّعوات وهو التَّنبيه على أنَّ الهيئات الواردة في الحديث في الأدعية المخصوصة مقصودة، ليست باتِّفاقيَّة، ونظيره في حديث البراء في الباب الآتي: أنَّه صلعم أمر البراء ☺ بلفظ: (نَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْت) وغيَّره البراء ☺ وقت الاستذكار [به] بقوله: (وَرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْت) فأنكر عليه النَّبيُّ صلعم مع كون الرَّسول أفضلَ مِنَ النَّبيِّ، فكما أنَّ الألفاظ(1) المنقولة بلسانه الشَّريف صلعم خصيصةٌ فكذا للهيئات المخصوصة في الأدعية المخصوصة أثرٌ خاصٌّ في تأثير هذه الأدعية. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((للألفاظ)).