الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: من البيان سحرا

          ░51▒ (باب: مِنَ الْبَيَانِ سِحْر)
          وفي نسخة الحافظ: <إنَّ مِنَ البيان سِحرًا> وقال: في رواية الكُشْمِيهَنيِّ والأَصيليِّ: <السِّحر>.
          قوله: (قدم رجلان) قالَ الحافظُ: لم أقف على تسميتهما صريحًا، وقد(1) زعم جماعة أنَّهما الزِّبْرِقان وعمرو بن الأهتم التميميَّان، قَدِما في وفد بني تميم على النَّبيِّ صلعم سنة تسعٍ مِنَ الهجرة، ثمَّ ذكر قصَّة قدومهم مِنْ رواية البَيْهَقيِّ في «الدَّلائل»، ثمَّ قال تحتَ حديثِ الباب: وقد حَمل بعضُهم الحديثَ على المدح والحثِّ على تحسين الكلام وتحبير الألفاظ، وهذا واضح / إن صحَّ أنَّ الحديث ورد في قصَّة عمرو بن الأهتم، وحمله بعضُهم على الذَّمِّ لمن تصنَّع في الكلام وتكلَّف لتحسينه وصرف الشَّيء عن ظاهره، فشُبِّه بالسِّحر الَّذِي هو تخييل لغير حقيقة، وإلى هذا أشار مالك حيث أدخل هذا الحديث في «الموطَّأ» في (باب: ما يُكرَه مِنَ الكلامِ بغير ذكر الله)... إلى آخر ما ذكر.
          قلت: وأمَّا عند المصنِّف فيمكن أن يقال: إنَّه مال إلى حمله على الذَّمِّ كما ظهر(2) مِنْ صنيعه، فإنَّ المذكور في سياق التَّراجم هاهنا هو السِّحر المذموم كما هو ظاهر، فالتَّشبيه حينئذٍ يُشعِر بالذَّمِّ لا محالة، والله أعلم.


[1] في (المطبوع): ((فقد)).
[2] في (المطبوع): ((يظهر)).