الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من لم يرق

          ░42▒ (باب: مَنْ لَمْ يُرْقَِ)
          هو بفتح أوَّله وكسر القاف مبنيًّا للفاعل، وبضمِّ أوَّله وفتح القاف مبنيًّا للمفعول. انتهى مِنَ «الفتح».
          قلت: وكأنَّ المصنِّف أشار إلى كونه_أي ترك الرُّقية_ [مِنْ] أعلى مراتب التَّوكُّل، أو الغرض بيان مستَدلِّ مَنْ لم ير الرُّقية وكَرِهَها.
          وقالَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ في شرح حديث الباب: قالَ ابنُ الأثير: وهذا مِنْ صِفة الأولياء المعرضين عن الدُّنْيا وأسبابها وعلائقها وهم خواصُّ الأولياء، ولا يَرِدُ على هذا وقوع ذلك مِنَ النَّبيِّ صلعم فعلًا وأمرًا لأنَّه كان في أعلى مقامات العرفان ودرجات التَّوكُّل، وكان ذلك منه للتَّشريع وبيان الجواز، ولا ينقص ذلك مِنْ توكُّله، لأنَّه كان كامل التَّوكُّل يقينًا، فلا يؤثِّر فيه تعاطي الأسباب شيئًا بخلاف غيره. انتهى.