الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب حرق الحصير ليسد به الدم

          ░27▒ (باب: حَرْقِ الْحَصِيرِ لِيُسَدَّ بِهِ الدَّمُ)
          قالَ الحافظُ: قوله: (حرق الحصير) كذا لهم، وأنكره ابن التِّين فقال: / والصَّواب: إحراق الحصير لأنَّه مِنْ أحرق، أو تحريق مِنْ حرَّق، قال: فأمَّا الحَرْق فهو: حرق الشَّيء يؤذيه،(1) قلت: لكنْ له توجيه. انتهى.
          قلت: وفي «مختار الصِّحاح»: الحَرَق_بفتحتين_: النَّار، وأحرقه بالنَّار وحرَّقه شُدِّد للكثرة، وتحرَّقَ الشَّيءُ بالنَّار واحتراق(2)، ثَمَّ(3) ثمَّ قال: وحَرَقَ الشَّيء_بالتَّخفيف_: بَرَدَه وحكَّ بعضه ببعض. انتهى.
          وهذا يخالف ما ذكره البخاريُّ مِنْ قولِه: (حرق الحصير) لكن قال في «القاموس»: وحَرَقَه بالنَّار يَحْرِقُه وأَحْرَقَه وحَرَّقه بمعنًى، انتهى، وهذا يوافق البخاريَّ.
          وقالَ الحافظُ: قوله(4): (ليُسَدَّ بهِ الدَّمُ) أي: مجاريَ الدَّم، أو ضمَّن سَدَّ معنى قَطَعَ، وهو الوجهُ، وكأنَّه أشار إلى أنَّ هذا ليس مِنْ إضاعة المال لأنَّه إنَّما يُفعل للضَّرورة المبيحة، قالَ ابنُ بطَّالٍ: زعم أهلُ الطِّبِّ أنَّ الحصير كلَّها إذا أحرقت تُبْطِل زيادة الدَّم، بل الرَّماد كلُّه كذلك، لأنَّ الرَّماد مِنْ شأنه القبضُ، ولهذا ترجم التِّرمذيُّ لهذا الحديث: التَّداوي بالرَّماد. انتهى.


[1] هامش مِنَ الأصلِ: كذا في الأصل.
[2] في (المطبوع): ((واحترق)).
[3] قوله: ((ثم)) لم يتكرر في (المطبوع).
[4] في (المطبوع): ((وقوله)).