الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الجذام

          ░19▒ (باب: الْجُذَامِ)
          بضمِّ الجيم وتخفيف المعجمة: هو علَّة رديئة تحدث مِنِ انتشار المِرَّة السَّوداء في البدن كلِّه فتفسد مزاج الأعضاء. انتهى.
          ثمَّ إنَّه يُشْكل هاهنا أنَّ حقَّ هذه التَّرجمة أن تذكر في كتاب المرضى السَّابق لا في كتاب الطبِّ، ولم يتعرَّض لهذا الإشكال أحدٌ مِنَ الشُّرَّاح، ويمكن التَّفصِّي عنه أنَّ الإمام البخاريَّ إنَّما ذكره هاهنا لقوله صلعم كما في حديث الباب: (فِرَّ مِنَ المَجْذُوم...) إلى آخره، وإرشاده صلعم [هذا] مِنْ قبيل الحِمْيَة الَّتي تناسب كتاب الطِّبِّ، لا يقال: إنَّه سيأتي في هذا الكتاب بعضُ الأبواب المتعلِّقة بالأمراض، فإنَّ للتَّوجيه فيها مساغًا كما لا يخفى، ويُشْكِل على الحديث أيضًا أنَّ ظاهره يخالف قوله صلعم: (لا عَدْوَى...) إلى آخره، واختلف العلماء في الجمع بينهما، كما بسط عليه الكلام الحافظ أشدَّ البسط، وكذا في «الأوجز»: ولخَّص في «هامش اللَّامع» مِنَ «الأوجز»، وفي آخره: فهذه ستَّة مسالكَ في الجمع بين تلك الأحاديث والاثنان في التَّرجيح، فصار الجموع ثمانية أقوال. انتهى.
          قلت وسيأتي قريبًا: (باب: لا عَدْوَى) ونذكر الكلام على دفع التَّعارض بين الرِّوايات هناك.