تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

{لإيلاف قريش}

          ░░░106▒▒▒ ({لإِيلَافِ} [قريش:1]) في نسخة: <{سورة لإيلاف}>.
          (وَقالَ مُجاهِدٌ: {لإِيلَافِ} [قريش:1]) أي: (أَلِفوا ذَلِكَ) أي: الارتحال. (فَلا يَشُقُّ عَلَيهِم، في الشِّتاءِ) أي: إلى اليمن. (وَ) في (الصَّيفِ) أي: إلى الشام في كل عام، فيستعينون بالرحلتين للتجارة على المقام بمكة لخدمة البيت التي هي فخرهم. (وَقالَ ابنُ عُيَينَةَ: {لإِيلَافِ} [قريش:1]) معناه: (لِنِعمَتي عَلى قُرَيشٍ). و(على(1)) مبني على القول بأن هذه السورة متصلة بما قبلها أي: أهلكنا أصحاب الفيل الذين أرادوا تخريب الكعبة(2) ؛ لنعمة منا على قريش الذين لم يتعرضوا لها، وما قبله مبني على القول بأنها منفصلة عنها أي: (أَلِفُوا ذَلِكَ)... إلى آخره، وعليه فالعامل في اللام: {فَليَعبُدوا} [قريش:3] ولا يمنع منه فصل الفاء كما في قوله: {فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} [الضحى:9].


[1] في المطبوع: ((وهو)).
[2] زاد في المطبوع: ((لإيلاف قريش أي)).