تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

{والنجم}

          ░░░53▒▒▒ (سُورَةُ وَالنَّجمِ). قوله: (♫) ساقط(1) من نسخة.
          ({ذُو مِرَّةٍ} [النجم:6]) أي: (ذُو قُوَّةٍ). وقال ابن عباس: أي: ذو منظر حسن، وبعضهم أي: ذو خلق طويل حسن، وبعضهم: أي: ذو كمال في العقل والدين جميعًا، واستُشكل الأول بأنه وصفه بالقوة(2) فيهم(3) من شديد القوى، فكيف وصف به ثانيًا؟ وأجيب: بأنه بدل مما قبله لا وصفٌ له وبأن المراد بالأول: شدة القوى(4)، وبالثاني: شدة الذات، ولك أن تجيب: المقصود بالأول: الوصف بالشدة، وبالثاني: الوصف بالقوة. ({قَابَ قَوْسَيْنِ} [النجم:9]) أي: (حَيثُ الوَتَرُ مِنَ القَوسِ) قوله: {قَابَ} إلى آخره، ساقط من نسخة. وفُسر {قَابَ قَوْسَيْنِ} بأن مقدار دُنوِّه صلعم من ربه مقدارُ ما بين الوتر إلى مقبض القوس في وسطه، ففيه_كما قال ابن عادل(5) _ مضافان محذوفان أي: فكان مقدار مسافة قربه منه مثل مقدار مسافة قاب قوسين.
          ({ضِيزَى} [النجم:22]) أي: (عَوجَاءُ. {وَأَكْدَى} [النجم:34]) أي: (قَطَعَ عَطاءَهُ) أي: منعه ({رَبُّ الشِّعرَى} [النجم:49]) (هُوَ) أي: الشعرى (مِرزَمُ الجَوزاءِ) _بكسر الميم الأولى_ وهو الكوكب الذي يطلع وراء الجوزاء وهما شعرتا(6): الغميصاء والعبور. فالأول: في الأسد، والثاني: في الجوزاء. ({الَّذِي وَفَّى} [النجم:37]) أي: (وَفَّى ما فُرِضَ عَلَيهِ) ({سَامِدُونَ} [النجم:61]) من السمود وهو (البَرطَمَةُ) أي: الإعراض ولو قال كغيره: {سَامِدُونَ}: لاهون كان أوضح، وفي نسخة: <البرطنة>_بنون بدل الميم_ ومعناهما واحد. (وَقالَ عِكرِمَةُ) أي: مولى ابن عباس معنى: سامدون (يَتَغَنَّونَ، بِالحِميَرِيَّةِ) أي: بلغتهم. (وَقالَ إِبراهِيمُ) أي النخعي: ({أَفَتُمَارُونَهُ} [النجم:12]) أي: (أَفَتُجَادِلُونَهُ. {مَا زَاغَ البَصَرُ} [النجم:17] أي: (بَصَرُ مُحمَّدٍ صلعم. {وَمَا طَغَى} [النجم:17]) أي: (ولا جاوَزَ ما رَأَى. {فَتَمَارَوْا} [القمر:36]) أي: (كَذَّبُوا) ذكره هنا مع أنه في سورة: {اقتَربَتِ السَّاعةُ} [القمر:1]، لمناسبته(7) : ({أَفَتُمَارُونَهُ} [النجم:12]. {أَغْنَى(8) وَأَقْنَى} [النجم:48]) أي: (أَعطَى فَأَرضَى)


[1] في المطبوع و(ك): ((ساقطة)).
[2] قوله: ((بالقوة فيهم من شديد القوى فكيف وصف به ثانيًا وأجيب بأنه بدل مما قبله لا وصف)) ليس في (ع).
[3] في المطبوع و(د): ((فهم)).
[4] زاد في المطبوع: ((في العلم)).
[5] انظر تفسير اللباب18/162، وفي غير المطبوع و(د): ((معادل)).
[6] في (د): ((شعرتان)).
[7] في المطبوع و(د): ((لمناسبة)).
[8] قوله: ((أغنى وأقنى أي)) ليس في (ع).