تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

كتاب أحاديث الأنبياء

          (♫)
          ░░60▒▒ (كتاب أحاديث الأنبياء ‰)
          ساقط(1) مِن نسخة.
          ░1▒ (بَابُ: خَلْقِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَذُرِّيَّتِهِ) أي: وخلق ذريته، وسمي آدم؛ لأنَّه خُلق مِن أُدْمَة الأرض أي: لونها، والأُدمة في الناس: السُّمرة الشديدة، وهو اسم عربي، وقيل: أعجمي، وقال أبو منصور الجَوالِيقيُّ(2): أسماء الأنبياء كلُّها أعجمية إلا أربعة وهي: آدم، وصالح، وشُعَيْبٌ، ومحمد ‰، وكنية آدمَ: أبو البشر، وقيل: أبو محمد.
          ({صَلْصَالٍ}) أي: في قوله تعالى:{خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ} [الرحمن:14] معناه: (طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ، فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الفَخَّارُ) وهو الطين المطبوخ بالنار، وحقيقة الصَّلصال: الطين اليابس المصوِّت.
          (وَيُقَالُ: مُنْتِنٌ) أراد به أنه جاء في اللغة صَلصال بمعنى مُنتِن، ومنه صلَّ اللحم يصِلُّ صلولًا أي: أنتنَ مطبوخًا كان أو نيًّا(3).
          (يُرِيدُونَ بِهِ صَلَّ) إلى آخره أشار به إلى أن أصل صَلصل: صلَّ، فضوعف فاء(4) الفعل فصار صلصل (كَمَا يُقَالُ: صَرَّ البَابُ) إذا صوَّت (عِنْدَ الإِغْلاقِ)، فضوعف فيه كذلك، فقيل: (صَرْصَرَ) وكما(5) يقال: (كَبْكَبْتُهُ) في (كَبَبْتُهُ) بتضعيف الكاف / يقال: كببتُ الإناء أي: قلبته.
          ({فَمَرَّتْ بِهِ}) يعني في قوله تعالى: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ} [الأعراف:189] أي: (اسْتَمَرَّ بِهَا الحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ) وضمير (فَمَرَّتْ) لحواء ♀.
          ({أَلَّا تَسْجُدَ}) يعني في قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف:12] أي: (أَنْ تَسْجُدَ) أشار إلى أن (لاَ) زائدة بدليل قوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75].


[1] في المطبوع: ((ساقطة)).
[2] نقله العيني في العمدة15/204،وكذا الراموز على الصحاح59.
[3] في المطبوع: ((نيئاً)).
[4] قوله ((فاء)) ليس في المطبوع.
[5] في المطبوع: ((كما)).