تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

كتاب المظالم

          (♫)
          قوله:
          ░░46▒▒ (كِتَاب المَظَالِمِ)
          ساقط من نسخة. (في المَظَالِم والغَصْبِ) في نسخة: <المَظَالِمُ والغَصْبُ> بالرَّفع(1) وحذف (فِي) وفي أخرى: <كِتَابُ الغَصْبِ، باب / في المَظَالِم> هي جمع مظلمة بكسر اللام أكثر من فتحها: وهي ما أُخذ بغير حقٍّ. والغَصْبِ: الاستيلاء على حق الغير عدوانًا. (وَقَوْلِ اللهِ) بالجرِّ عطف على المظالم.
          ({إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ} [إبراهيم:42]) أي يؤخِّر عذابهم. ({مُهْطِعِينَ} [إبراهيم:43]) أي مسرعين، كما سيأتي مع زيادة في كلامه. ({مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ}) أي رافعيها. (المُقْنِعُ والمُقْمِحُ وَاحِدٌ) ساقط من نسخة، والمراد: أن معناهما واحد وهو رفع الرَّأس. (مُدِيمِي(2) النَّظَرِ) في نسخة: <مُدْمِنِي النَّظَرِ>. ({لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} [إبراهيم:43]) أي هيبةً وخوفًا. ({وَأَفْئِدَتُهُمْ}) أي قلوبهم ({هَوَاءٌ} [إبراهيم:43]). (يَعْنِي جُوفًا) بضمِّ الجيم أي خالية(3) من العقل، وإلى ذلك أشار بقوله: (لاَ عُقُولَ لَهُمْ) أي لفزعهم وشدَّة دهشتهم. ({أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [إبراهيم:44]) أي أخِّر العذاب عنَّا ورُدَّنا إلى الدُّنيا وأمهلنا إلى زمن قريب لنتدارك ما فاتنا ({أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ} [إبراهيم:44]) أي فيُقال لهم توبيخًا: أولم تكونوا حلفتم ({مِنْ قَبْلُ}) أي في الدُّنيا ({مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ}) أي عن الدُّنيا إلى الآخرة، و(مِنْ) زائدة. ({وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ} [إبراهيم:46]) أي وإن كان مكرهم ليبلغ في الكيد إلى إزالة الجبال فإنَّ الله لا يعبأ به، والمراد بالجبال: آيات الله وشرائعه لأنها كالجبال الرَّاسية ثباتًا وتمكنًا، وقيل: جبال الأرض مبالغةً. ({إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [إبراهيم:47]) ساق الآية كلها، وفي نسخة: <{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42] إلى قوله: {إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}> [إبراهيم:47].


[1] في (د): ((والرفع)).
[2] في (د): ((مد)).
[3] في (د): ((وخالية)).