تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

{ألم نشرح}

          ░░░94▒▒▒ (سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشرح:1]). لفظ: (سورة) ساقط من نسخة (♫) ساقط(1) من أخرى. ({وِزْرَكَ} [الشرح:2]) أي: الكائن. (في الجاهلية) من ترك الأفضل والذهاب إلى الفاضل وقيل: الوزر: الخطأ والسهو، وقيل: ذنوب أمته، وأضيفت إليه؛ لاشتغال قلبه بها واهتمامه لها. ({أَنْقَضَ} [الشرح:3]) أي: (أثقل) وهذا كقوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح:2]. (مع ذلك العُسرِ يُسرًا آخَر). أي: مع ذلك العسر الأول في الآية يسرًا آخر فيها وهو الثاني. ({هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إلا إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ} [التوبة:52] ولن يَغلبَ عُسرٌ يُسرَيْن) وجه التشبيه ما(2) هنا يدنيك(3) أن للمؤمن في التربص حسنين(4) : حسن الظفر، وحسن الثواب، وفي العسر يسرين يسر متقدم، ويسر متأخر، والحسنيان واليسران(5) مختلفان فكذا اليسران هنا، وهذا موافق لقولهم: إن النكرة إذا أعيدت نكرة تكون غيرها، والمعرفة إذا أعيدت معرفة تكون الثانية غير(6) الأولى ({فَانْصَبْ} [الشرح:7]) أي: فاتعب (في حاجَتِكَ إلى ربِّك). الأنسب أن يقول: لربك، أو يقول: وإلى ربك. ({فَارْغَبْ} [الشرح:8]) أي: تضرع؛ لأن نصبٍ_بالكسر_ بمعنى: تعب، يتعدى باللام، ورغب بمعنى: تضرع يتعدى بإلى، وإن كانت الحروف تتعارض. (ويُذكرُ عن ابن عباس: {أَلَمْ نَشْرَحْ} إلى آخره [الشرح:1]) أشار به إلى أن الاستفهام، للتقرير.


[1] في (ع): ((ساقطة)).
[2] في المطبوع: ((لما)).
[3] في المطبوع: ((بذينك)).
[4] في المطبوع: ((حسنيين)).
[5] قوله: ((واليسران)) ليس في المطبوع.
[6] في المطبوع: ((عين)).