تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

{والفجر}

          ░░░89▒▒▒ (سُورَةُ {وَالفَجْرِ} [الفجر:1]: الوِترُ) أي: (اللهُ) {إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ} في قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ. إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ} [الفجر:6-7] أي: (القَديمةِ) ظاهره: أنه تفسير لـ(إِرَمَ) وهو صحيح وإن كان في الحقيقة تفسيرًا لـ(عَادٍ)، لأن (إِرَمَ) بدل من (عَادٍ) أو عطف بيان له وهو غير منصرف؛ للعلمية والتأنيث، وكانت عاد قبيلتين: عاد الأولى: وهي القديمة، وعاد الأخيرة. وقيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح: عاد، كما يقال لبني هاشم: هاشم، وإرم تسمية لهم باسم جدهم واختلف في (إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ) فقيل: دمشق. وقيل: الإسكندرية وقيل: أمة قديمة (وَالعِماد) هم (أَهلُ عَمودٍ) أي: خيام (لَا يُقيمُونَ) في بلد وفسر غيره العماد بالطول؛ لأن طول الطويل منهم كان أربع مئة ذراع، وما ذكر من تفسير: {إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ}(1) بغير ما ذكر كمدينة مبنية بلبن الذهب والفضة وإن حصباءها لآلئ(2) وجواهر وترابها بنادق المسك إلى غير ذلك من الأوصاف فلا أصل له(3). ({سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر:13]) (هُوَ الذِي) في نسخة: <الذين> (عُذِّبوا بِهِ) ({أَكْلًا لَمًّا} [الفجر:19]) هو (السَّفُّ) _ بالمهملة_ من سففت الدواء أسفه سفًا إذا أكثرت من شربه من غير أن تروى، ويُروى بالمعجمة وقيل: هو الجمع بين الحلال والحرام (وَ{جَمًّا} [الفجر:20]) معناه: (الكَثيرُ) وهذا ساقط من نسخة. (وَقَال مُجَاهِدٌ: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى فَهُوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ) أي: للأرض كالذكر والأنثى. (و(4){وَالوَتْرِ} [الفجر:3]) هو (اللهُ تبارك وتعالى) ومثله كل اسم مختص به ويحمل تفسير الآية على ذلك؛ لأنها في القسم وإلا فالشفع كل عدد ينقسم بلا كسر، والوتر بخلافه، ويقال: الشفع: هو الزوج، والوتر: الفرد. ({سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر:13]) هو (كَلِمَةٌ تَقُولُهَا العَرَبُ) إلى آخره، ولو ذكر هذا عند قوله: {سَوْطَ عَذَابٍ} الذي عذبوا به لكان أنسب ({لَبِالمِرْصَادِ} [الفجر:14]) أي: إليه المصير ({تَحَاضُّونَ(5) } [الفجر:18]) في قراءة الكوفيين وأبي جعفر أي: (تَحافِظُونَ(6) وَتَحضُّونَ(7)) في قراءة أبي عمرو ويعقوب، أي: تأمرون(8) بإطعامه أي: المسكين. ({المُطْمَئِنَّةُ} [الفجر:27]) أي: (المصَدِّقَةِ بِالثَّوابِ. {لَمًّا} [الفجر:19]) مأخوذ من: (لَمَمتُهُ أَجمَع) أي: (أَتَيتُ على آخِره) ولو ذكر هذا عند قوله: {لَمًّا} السف لكان أنسب مع أنه ساقط من نسخة، والنسخ هنا مختلفة بتقديم وتأخير.


[1] قوله: ((بالطول؛ لأن طول الطويل منهم كان أربع مئة ذراع، وما ذكر من تفسير {إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ} [الفجر:6])) ليس في المطبوع و(ك).
[2] في المطبوع: ((الآلئ)).
[3] في المطبوع: ((بلا أصل))، وقوله: ((له)) ليس في (ك)..
[4] قوله: ((و)) ليس في (ع).
[5] في المطبوع و(ك): ((يحاضون)).
[6] في (ع): ((يحافظون)).
[7] في المطبوع و(ك): ((يحافظون ويحضون)).
[8] في المطبوع: ((يأمرون)).