تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

{والذاريات}

          ░░░51▒▒▒ باب ساقط من نسخة ({وَالذَّارِياتِ } [الذاريات:1]) في نسخة: <سورة والذَّارِيات>.
          (♫) ساقطة(1) من نسخة.
          (قالَ عَلِيٌّ) زاد(2) في نسخة: <☺> وفي أخرى: <◙> وهو وإن كان صحيحًا لكن الأولى تركه؛ لأنه لا يستعمل في الغائب ولا يُفرد به(3) غير الأنبياء. (الذَّارياتُ) أي: (الرِّياحُ)، ولفظ: (الذَّارياتُ) ساقط من نسخة. ({تَذْرُوُه}) في قوله تعالى: ({تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف:45]) أي: (تُفَرِّقُهُ) وذكره هنا مع أنه في سورة الكهف، لمناسبته(4) الذاريات. ({وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21]) أي: أفلا تنظرون(5) بعين الاعتبار حيث (تَأكُلُ) يا أيها الإنسان (وَتَشرَبُ في مَدخَلٍ واحِدٍ وَيَخرُجُ ما أَكَلتَهُ وَشَرِبتَهُ مِن مَوضِعِينِ) الدُّبر والقُبل.
          ({فَرَاغَ} [الذاريات:26]) أي: (فَرَجَعَ. {فَصَكَّتْ} [الذاريات:29]) أي: (جَمَعَت(6) أَصابِعَها، فَضَرَبَت بِهِ جَبهَتَهَا. وَالرَّميمُ) هو (نَباتُ الأَرضِ إِذا يَبِسَ وَدِيسَ) _بكسر الدال_ من الدَّوس وهو وطء الشيء بالأقدام حتى يَتفتَّت. ({لَمُوسِعُونَ} [الذاريات:47]) أي(7) : (لَذُو سَعَةٍ) الأولى لذووا سعة بواوين. ({زَوْجَيْنِ} [الذاريات:49]) هما (الذَّكَرُ وَالأُنثَى) فكل منهما يسمى زوجًا لتضادهما. (وَاختِلافُ الأَلوانِ) أي: في قوله في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافُ السِنَتِكُمْ وَالوَانِكُمْ} [الروم:22] أي: قال(8) : فيها زوجين أيضًا كأحمر وأسود كما يقال في الإنسان: ذكر وأنثى، وقاس باختلاف الألوان اختلاف الأطعمة، فقال: (حُلوٌ وَحامِضٌ(9)) وكأنه قال(10): ويقال: زوجين في اختلاف الألوان كأحمر وأسود، وفي اختلاف الأطعمة كحُلو وحامض. (فَهُما) أي: الحُلوُ والحَامضُ. (زَوجَانِ) لتضادهما ولا يخفى ما في كلامه من التكلف مع أن ذكره هنا استطراد لما(11) مرَّ.
          ({فَفِرُّوا إِلَى اللهِ} [الذاريات:50]) أي: (مِنَ اللهِ إِلَيهِ) أي: فِرُّوا(12) من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان والطاعة. ({إلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]) أي: (ما خَلَقتُ(13) أَهلَ السَّعادَةِ مِن أَهلِ الفَرِيقَينِ) أي: الجن والإنس. (إِلَّا لِيُوَحِّدونِ. وَقالَ بَعضُهُم: خَلَقَهُم لِيَفعَلُوا) أي: التوحيد. (فَفَعَلَ بَعضٌ وَتَرَكَ بَعضٌ) أشار بذلك إلى أن قوله: {إلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] لا ينافي عدم(14) عبادة الكافرين على أن الغاية لا يلزم(15) وجودها كما في قولك: بريت القلم؛ لأكتب به فإنك قد لا تكتب به. (وَلَيسَ فِيهِ حُجَّةٌ لِأَهلِ القَدَرِ) أي: المعتزلة على أن إرادة الله لا تتعلق إلا بالخير إذ لا يلزم من كون الشيء معللًا بشيء أن يكون ذلك الشيء(16) مرادًا ولا أن يكون غيره مرادًا.
          (وَالذَّنوبُ) في قوله تعالى: / {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا} [الذاريات:59] هو (الدَّلوُ العَظيمُ) أي: الممتلئ ماء وهذا معناه في اللغة، وأما في الآية فقيل: معناه: (سَبِيلًا) وقيل: نصيبًا، وقيل: دولة، وقيل: عذابًا، وقيل: حظًّا وكلها متقاربة، وقد نقل البخاري أولها عن مجاهد.
          ({صَرَّةٍ} [الذاريات:29]) أي: (صَيحَةٍ. {العَقِيمَ} [الذاريات:41]) أي: (الَّتي لَا تَلِدُ). و({الحُبُك} [الذاريات:7]) هو(17) (استِواؤُها وَحُسنُها) أي: السماء. ({فِي غَمْرَةٍ} [الذاريات:11]) في نسخة: <{فِي غَمْرَتِهمْ} [المؤمنون:54]> أي: (في ضَلالَتِهِم يَتَمادَونَ. {وَتَوَاصَوْا(18)} [البلد:17]) أي: (تَواطَئوا. {مُسَوَّمَةً} [الذاريات:34]) أي: (مُعَلَّمَةً، مِنَ السِّيما) _بكسر المهملة والقصر_ وهي العلامة. ({قُتِلَ الإِنسانُ}[عبس:17]) أي: (لُعِنَ). ولم يذكر البخاري في هذه السورة حديثًا وكأنه لم يجده على شرطه.


[1] في المطبوع: ((ساقط)).
[2] قوله ((زاد)) ليس في المطبوع.
[3] قوله: ((به)) ليس في (ع).
[4] في (ك) و(د): ((لمناسبة)).
[5] في المطبوع و(ك): ((تبصرون)).
[6] في (ع) والمطبوع و(ك) و(د): ((فجمعت)).
[7] قوله: ((أي)) ليس في (ك)
[8] في (ع) و(ك) والمطبوع و(د): ((أي فإن)).
[9] في المطبوع: ((حلو حامض)).
[10] قوله: ((قال)) ليس في (د).
[11] في المطبوع: ((كما)).
[12] في المطبوع: ((فرارًا)).
[13] في (ع): ((ما جعلت)).
[14] قوله: ((عدم)) ليس في المطبوع و(ك).
[15] في (ك): ((على أن الغاية لا تلزم)).
[16] قوله: ((الشيء)) ليس في المطبوع.
[17] في المطبوع: ((أي)).
[18] في (ع) و(ك) والمطبوع و(د): ((تواصوا)).