تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

أبواب الاعتكاف

          (♫)
          ░░33▒▒ (أَبْوَابُ الاعْتِكَافِ)
          في نسخة تقديم هذا على البسملة، وفي أخرى بدله <كتابُ الاعتكافِ>، وفي أخرى: <♫ بَابُ الاعْتِكَافِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ> أي من رمضان، وهو لغةً اللبثُ، وشرعًا اللبثُ في المسجد من شخصٍ مخصوص بنيَّةٍ(1). (وَالاعْتِكَافِ) بالجرِّ عطف على الاعْتِكَافِ (فِي المَسَاجِدِ كُلِّهَا) فلا يجوز الاعتكاف في غيرها(2). لقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ} [البقرة:187].
          إذْ ذكر المساجد لا جائز أن يكون لجعلها شرطًا في منع مباشرة المعتكف لمنعه منها وإنْ كان خارجًا عنها، ولمنع غيره أيضًا منها فيها، فتعيَّنَ كونها شرطًا لصحة الاعتكاف ({لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة:187]) أي مخالفةَ الأوامرِ والنواهي، وذكر الآية بتمامها وذكر منها في نسخة إلى قوله: <{تلكَ حدودُ الله} [البقرة:187]> وفي أخرى إلى قوله: <{ فلا تقربوها} [البقرة:187]> بزيادة إلى آخر الآية.


[1] في (د): ((بنيته)).
[2] في (ع): ((غيره)).