تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

سورة الأنعام

          ░░░6▒▒▒ (سُورَةُ الأَنعامِ). وقوله: (♫) ساقط من نسخة.
          ({ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} [الأنعام:23]) أي: (مَعذِرَتُهُم) التي يتوهمون أنهم يتخلصون بها. وقوله: ({مَعْرُوشَاتٍ} [الأنعام:141]) أي: (ما يُعرَشُ مِنَ الكَرمِ وَغَيرِ ذَلِكَ) ساقط من نسخة. ({حَمُولَةً} [الأنعام:142])(1) أي: (ما يُحمَلُ عَلَيهَا)، من كبار الإبل والخيل وغيرهما(2)، والفرش في الآية: ما لا يحمل عليه من صغار ذلك، وقيل: هو الغنم، وقيل: غير ذلك ({وَلَلَبَسْنَا} [الأنعام:9]) أي: (لَشَبَّهنَا. {وَيَنْأَوْنَ} [الأنعام:26]) أي: (يَتَباعَدونَ. {تُبْسَلَ} [الأنعام:70]) أي: (تُفضَحَ. {أُبْسِلُوا} [الأنعام:70]) أي: (أُفضِحوا).
          ({بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ} [الأنعام:93]) أي: بالضرب. ففي قوله: (البَسطُ: الضَّربُ) تجوُّز إذ البسط ليس نفس الضرب. ({اسْتَكْثَرْتُمْ} [الأنعام:128]) أي: في قوله تعالى: {قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ} [الأنعام:128] معناه(3) : (أَضلَلتُم كَثيرًا. {مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الحَرْثِ} [الأنعام:136]) أي: (جَعَلوا للهِ) إلى آخره، روي أنهم كانوا يصرفون ما عينوه لله إلى الضيفَان والمساكين، والذي لأوثانهم ينفقونه على سدنتها ثم إن رأوا ما عيَّنوه لله أذكى بدَّلوه لآلهتهم وإن رأوا ما لآلهتهم أذكى تركوه لها حبًّا لها. و{ذَرَأَ} معناه: خلق. ({أَكِنَّةً} [الأنعام:25] واحِدُها كِنَانٌ) ساقط من نسخة.
          {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ} [الأنعام:143] أشار به إلى قوله: {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ} إلى آخره وفسره بقوله: / (يَعني: هَل تَشتَمِلُ) أي: الأرحام (إِلَّا عَلى ذَكَرٍ أَو أُنثَى، فَلِمَ تُحَرِّمونَ بَعضًا وَتُحِلُّونَ بَعضًا؟!) أي: فمن أين جاء التحريم؛ لأنه إن كان من قبل الذكورة فجميع الذكور حرام، أو الأنوثة فجميع الإناث حرام، أو اشتمال الرحم فالجميع حرام؛ لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر أو(4) أنثى، والاستفهام للإنكار.
          ({مَسْفُوحًا} [الأنعام:145]) أي: (مُهْراقًا. {صَدَفَ(5) } [الأنعام:157]) أي: (أَعرَضَ. ({أُبْسِلُوا} [الأنعام:70]) أي: (أُويِسُوا. {أُبْسِلُوا}) أي: (أُسلِمُوا) أي: إلى الهلاك بسبب أعمالهم القبيحة وهذا لازم لإفضاحهم المفسر به الإبسال فيما مرَّ فلا منافاة بين التفسيرين. ({سَرْمَدًا} [القصص:71]) أي: (دائِمًا) ذكره هنا مع أنه إنما هو في سورة القصص قال الكِرْماني: لمناسبته(6) {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وجاعل اللَّيْلَ سَكَنًا}. ({اسْتَهْوَتْهُ} [الأنعام:71]) أي: (أَضَلَّتهُ. {تَمْتَرُونَ(7)} [الأنعام:2]) أي: (تَشُكُّونَ(8). {وَقْرٌ} [فصلت:5]) _بفتح الواو_ أي: (صَمَمٌ، وَأَمَّا الوِقرُ) _بكسره_ (فَإِنَّهُ الحِمْلُ. {أَسَاطِيرُ} [الأنعام:25] واحِدُها: أُسطُورَةٌ) ذكر هذا عقب ما قبله؛ لبيان الفرق بين مفتوح الواو ومكسورها(9) _بضم أوله_ (وَإِسطَارَةٌ) _بكسره_ (10) (وَهِيَ التُّرَّهاتُ) _بضم الفوقية وتشديد الراء_ أي: الأباطيل وهي في الأصل الطرق الصغار المتشعبة عن الطريق الأعظم، قاله ابن الأثير. {البَأْسَاءِ} [البقرة:177] مأخوذ (مِنَ البَأسِ) وهو الشِّدَّة وقيل: القتال. (وَيَكونُ) أي: ويجوز أن يكون {البَأْسَاءِ} مأخوذًا (مِنَ البُؤسِ) وهو الضر. ({جَهْرَةً} [البقرة:55]) أي: (مُعايَنَةً).
          ثم أشار إلى ما يتعلق بالصور في قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [الأنعام:73] فقال: (الصُّوَرُ) _بفتح الواو_ (جَماعَةُ) أي: جمع (صُورَةٍ كَقَولِهِ) أي: كقول القائل: (سُورَةٌ وَسُوَرٌ) _بفتح واو_ (سُوَرٌ) واختلف في الصُّور_بسكون الواو_ فقيل: المراد به: صور الأموات أي: ينفخ فيها فتحيى. وقيل: القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل ◙ وهو الصحيح لخبر الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو: ((قال أعرابي: يا رسول الله ما الصور؟ قال: قرن يُنفخ فيه(11))).
          ({مَلَكُوتَ} [الأنعام:75]) أي: (مُلكُ) _بزيادة الواو والتاء_ (مِثلُ رَهَبوتٌ خَيرٌ مِن رَحَموتٍ) في زيادة الواو والتاء فيهما. (وَتَقولُ(12) : تُرهِبَ خَيرٌ مِن أَن تَرحَمَ) أي: رهبة خيرًا من رحمة، وقيل: الملكوت عالم الغيب كما أن الملك عالم الشهادة. ({جَنَّ} [الأنعام:76]) أي: (أَظلَمَ. {تَعَالى} [النحل:3]) أي: في قوله: {تَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النحل:3] معناه: (عَلَا). ({وَإِنْ تَعْدِلْ} [الأنعام:70]) أي: وإن (تُقسِط) _بضم الفوقية_ من الإقساط: وهو العدل، وقوله: ({وَإِنْ تَعْدِلْ} [الأنعام:70]) إلى قوله: (ذَلِكَ اليَومِ) ساقط من نسخة، وأشار إلى تفسير ({حُسْبَانًا} [الأنعام:96]) في قوله تعالى: {والشَّمْسَ وَالقَمَرَ حُسْبَانًا} [الأنعام:96] بقوله: (وَيُقالُ: عَلى اللهِ حُسبَانُهُ أَي: حِسابُهُ)، ظاهره: أن حُسبانًا مفرد، لكن في نسخة قيل: يقال: حُسبانًا جمع حساب حتى قيل عليها: إنه أشار إلى أن حُسبانًا يكون جمعًا ويكون مفردًا ({مُسْتَقَرٌّ} [البقرة:36]) أي: (في الصُّلبِ. {وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام:98]) أي: (في الرَّحِمِ) وقيل بالعكس، وقيل: مستقرٌّ في الدنيا ومستودعٌ في الآخرة، وقيل: مستقر في الرحم ومستودع في الأرض.
          (القِنوُ) أي: (العِذقُ) _بكسر المهملة وسكون المعجمة_ وهو العُرجون (وَالِاثنانُ قِنوانٌ) إلى آخره، بين به أن تثنية القنو وجمعه سَيَّان لفظًا ويفرق بينهما بأن نون التثنية مكسورة ونون الجمع يجري عليها أنواع الإعراب.


[1] قوله: ((حَمُولَةً)) ليس في (ك)، وزاد في (ك): ((قوله)).
[2] في المطبوع: ((وغيرها)).
[3] قوله: ((معناه)) ليس في (ع).
[4] في المطبوع: ((و)).
[5] في المطبوع: ((وصدف))، قوله: ((صدف)) ليس في (ك).
[6] في المطبوع و(د): ((لمناسبة)).
[7] في (د): ((يمترون)).
[8] في (د): ((يشكون)).
[9] زاد في المطبوع: ((وهو)).
[10] قوله: ((بكسره وهي الترهات)) ليس في (ع).
[11] زاد في المطبوع: ((ملك الموت)).
[12] في (ك) و(د): ((ويقول)).