تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

{اقتربت الساعة}

          ░░░54▒▒▒ (♫) مقدمة في نسخة على قوله: (سُورَةُ اقتَرَبَتِ(1) السَّاعَةُ)، ومؤخرة عنه في أخرى، وساقطة من أخرى.
          ({مُسْتَمِرٌّ} [القمر:2]) أي: (ذاهِبٌ) وقال غيره: أي: دائم. ({مُزْدَجَرٌ} [القمر:2]) أي: (مُتَناهِي) _بكسر الهاء_ وفي نسخة: بفتحها، أي: نهاية وغاية في الزجر. ({وَازْدُجِرَ} [القمر:9]) أي: (استُطِير جُنونًا) من قولهم: ازدجرَته الجن وذهبت بُلبِّه، أي: بعقله، وفسر غيره (ازْدُجِر) بانتُهر بالسبِّ وغيره، وفي نسخة: <فاستطير > بفاء(2).
          {وَدُسُرٍ} [القمر:13] هي (أَضلاعُ السَّفِينَةِ) وقال غيره: هي ما تُشد(3) به الألواح من المسامير وغيرها. ({لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر:14]) بالبناء للمفعول. (جَزاءً مِنَ اللهِ) المعنى: إغراق قوم نوح جزاء / وانتصارًا له؛ لأنه نعمة كفروها إذ كل نبيٍّ نعمة من الله(4) ورحمة، فمن كان كُفِر هو نوح، وقرئ (كَفَرَ) _بالبناء للفاعل_ فمَن كَفَر همُ الكافرون، والمعنى: أُغرقوا جزاء لهم أي: لكفرهم، وفي كلام البخاري تقديم وتأخير مع حذفٍ، أي: أغرقوا جزاء من الله لمن كان كفر على القراءتين. ({مُحْتَضَرٌ} [القمر:28]) أي: (يُحضِرونَ الماءَ) أي: يحضره القوم يومَهم، والناقة يومَها. ({مُهْطِعِينَ} [القمر:8]) من الإهطاع وهو (النَّسَلانُ) _بفتح(5) النون والسين_ مشية الذئب إذا عنق وفسره هنا بقوله: (الخَبَبُ) وهو كالعنق ضرب من العدو وأكده بقوله(6): (السِّراعُ) وبالجملة فقوله: ({مُهْطِعِينَ} [القمر:8]) أي: مسرعين، وقيل: ناظرين في ذل وخشوع، والداعي في قوله: {مُهطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي} [القمر:8] هو إسرافيل. ({فَتَعَاطَى} [القمر:29]) أي: (فَعاطَها) أي: تناولها يعني: تناول لها السيف(7) (بَيَدِهِ فَعَقَرَها) به وقوله: (فَعَاطَها) ساقط من نسخة.
          ({المُحْتَظِرِ} [القمر:31]) أي: (كَحِظارٍ مِنَ الشَّجَرَةِ(8) مُحتَرِقٍ) وقال غيره: المحتظر هو الذي يجعل(9) لغنمه حظيرة من يابس الشجر والشوك يحفظهن فيها(10) من الذئاب والسباع، وما سقط من ذلك فداسه(11) هو الهشيم. ({ازْدُجِرَ} [القمر:9]) مر تفسيره وذكر هنا(12) وزنه مع بيان مأخذه بقوله: (افتُعِلَ مِن زَجَرت) أي: منعت ونهيت. ({كُفِرَ} [القمر:14]) في قوله: {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} أي: (فَعَلنَا بِهِ وَبِهِم) أي: بنوح وبقومه. (جَزاءً لما صَنَعَ بِنُوحٍ وَأَصحَابِهِ) أي: من الأذى. ومرَّ بيان ذلك ولو ذكره ثَمَّ كان أولى. ({مُسْتَقِرٌّ} [القمر:3]) أي: (عَذابٌ حَقٌّ) وقال غيره: أي: دائم (الأَشَرُ) هو (المرَحُ وَالتَّجَبُّرُ).


[1] قوله: ((سورة اقتربت)) ليس في (ع).
[2] قوله: ((بفاء)) ليس في (ع)، وفي المطبوع: ((بالفاء)).
[3] في المطبوع و(ك): ((يشد)).
[4] في (د) بدون قوله: ((من الله)).
[5] قوله: ((بفتح النون والسين مشية الذئب إذا عنق وفسره هنا بقوله الخبب)) ليس في (ع).
[6] قوله: ((بقوله)) ليس في المطبوع و(ك).
[7] في المطبوع: ((أي فناولها السيف)).
[8] في (ع) و(ك) والمطبوع: ((الشجر)).
[9] في (د) بدون قوله: ((يجعل)).
[10] قوله: ((فيها)) ليس في (ع).
[11] في المطبوع: ((فداسته)).
[12] زاد في المطبوع: ((لبيان)).