تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

{حم} الزخرف

          ░░░43▒▒▒ (حم الزُّخرُفُ) في نسخة: <سورة (1) حم الزخرف>. (♫) ساقطة(2) من نسخة.
          ({(3) أمَّةٍ} [الزخرف:22]) في قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} أي: (عَلى إِمامٍ) وقال غيره: أي: على مِلَّة. ({وَقِيلِهِ يا ربِّ} [الزخرف:88] تَفسيرُهُ: أَيحسَبونَ) إلى آخره، فسر (أم) في قوله: ({أَم يحسَبُونَ} [الزخرف:80]) بهمزة الاستفهام، وفسر {قِيلِهِ} بما قاله وجعله منصوبًا بفعل مقدر هو يسمع لك(4)، وكان(5) الأولى أن يقول: ولا نسمع قيله بالإفراد ليوافق المفسر؛ إذ الضمير فيه(6) للنبي صلعم. وفي {قِيلِهِ} ثلاث قراءات، ثالثها شاذة_بالنصب_ عطفًا(7) على (سِرَّهم) أو على محل الساعة، أو بإضمار (نَسمَع(8)) كما فعل، أو بإضمار فعله أي: وقال قيله، و_بالجر_ عطفًا(9) على (السَّاعَة)، و_بالرفع_ مبتدأ خبره: {يَا رَبِّ إِنَّ(10) هَؤُلَاءِ قَومٌ لَا يُؤمِنونَ} [الزخرف:88]، أو معطوف على علم الساعة بتقدير مضاف، وقيل: غير ذلك.
          {وَلَوْلَا(11) أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف:33] أي: (لَولَا أَن جُعِلَ النَّاسُ كُلُّهُم كُفَّارًا) إلى آخره، يعني: لولا أن يرغب(12) الناس في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لحبهم الدنيا فيجتمعوا عليه لجعلت لبيوت الكفار سُقفًا...إلى آخره. ({مُقرِنِينَ}(13) [الزخرف:13] / مُطِيقِينَ. {ءَاسَفُونَا} [الزخرف:55]) أي: (أَسخَطُونا) وقال غيره: أي: أغضبونا وكلاهما صحيح. ({يَعْشُ} [الزخرف:36]) أي: (يَعمَى). (قالَ(14) مُجاهِدٌ: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ} [الزخرف:5] أَي: أَتُكَذِّبونَ بِالقُرآنِ ثُمَّ لَا تُعاقَبونَ عَلَيهِ). وقال غيره: أي(15) أفنترككم سُدًى لا نأمركم ولا ننهاكم. ({وَمَضَى مَثَلُ الأوَلينَ} [الزخرف:8]) أي: (سُنُّةُ الأَوَّلينَ. ({وَمَا كنَّا لَهُ مُقرِنينَ} [الزخرف:13] يعني) بضمير (لَهُ) (الإِبِلَ وَالخَيلَ وَالبِغالَ وَالحَميرَ) هذا تفسير لضمير (لَهُ) وما مرَّ تفسير لـ (مُقرِنِينَ) فلا تكرار ولا منافاة. (يَنْشَأ في الحِلْيَةِ) أي: (الجَوَارِي جَعَلتُموهُنَّ لِلرَّحمنِ وَلَدًا) فسَّر ({يُنَشَّأُ فِي الحِلْيَةِ} [الزخرف:18]) أي: الزينة بقوله: (الجَواري) إلى آخره، يعني: جعلتم الإناث وُلدًا لله حيث قلتم: الملائكة بنات الله. (فَكَيفَ تَحكُمونَ) بذلك ولا ترضون به لأنفسكم، ولا يخفى أن تفسير ما ذكر بما(16) قاله تفسير(17) باللازم وإلا فمعنى الآية: {أوَ} يجعلون(18) {مَن يُنَشَّأُ في الحليَةِ وهو في الخصامِ غَيرُ مُبينٍ} ؟! أي: غير مظهر لحجةٍ(19) لضعفه عنها بالأنوثة، فالهمزة للإنكار والواو للعطف على مقدر.
          ({مَا لَهُمْ بذلك مِنْ عِلْمٍ} [الزخرف:20] أَيِ: الأَوثانُ، إِنَّهُم لا يَعلَمونَ) نزَّل الأوثان منزلة من يعقل فذكَّر الضمير. ({فِي عَقبِهِ} [الزخرف:28]) أي: (وَلَدِهِ. {مُقتَرِنِينَ} [الزخرف:53]) أي: (يَمشونَ مَعًا. {سَلَفًا} [الزخرف:56]) أي: (قَومُ فِرعَونَ سَلَفًا لِكفَّارِ أُمَّةِ مُحمَّدٍ صلعم) أي: سالفين لهم، لأن سلفًا جمع سالف. ({وَمَثَلًا} [الزخرف:56]) أي: (عِبرَةً) لهم. ({يَصِـُدُّونَ} [الزخرف:57]) _بكسر الصاد وضمها_ أي: (يَضِجُّونَ(20). {مُبرِمُونَ} [الزخرف:79]) أي: (مُجمِعونَ. {أول العَابدِينَ} [الزخرف:81]) أي: (أَوَّلُ المؤمِنينَ. {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف:26]) بيَّن بما بعده أن (بَرَاءٌ) مصدر وأنه يُطلق على الواحد والمذكر وغيرهما. (وَالزُّخرُفُ) أي(21) : (الذَّهَبُ). ({مَلائِكَةً يَخلُفُونَ} [الزخرف:60]) أي: (يَخلُفُ بَعضُهُم بَعضًا).


[1] قوله: ((سورة)) ليس في (ك).
[2] في المطبوع: ((ساقط)).
[3] زاد في المطبوع: ((على)).
[4] في (ع) و(ك) و(د): ((هو يسمع لكن كان الأولى)).
[5] في المطبوع: ((ولا نسمع لكن كان)).
[6] قوله: ((فيه للنبي صلعم وفي قيله ثلاث قراءات ثالثها شاذة بالنصب عطفًا على سرهم أو)) ليس في (ع).
[7] في المطبوع و(ك): ((عطف)).
[8] في المطبوع: ((لا نسمع)).
[9] في المطبوع و(ك): ((عطف))، وقوله: ((عطفًا على سرهم...بالجر)) ليس في (د).
[10] قوله: ((إن)) ليس في المطبوع و(ك).
[11] في (ع): (({لَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف:33])).
[12] في المطبوع و(ك): ((ترغب)).
[13] زاد في المطبوع و(ك): ((أي)).
[14] في المطبوع: ((وقال)).
[15] قوله: ((أي)) ليس في المطبوع و(ك).
[16] قوله: ((بما)) ليس في المطبوع و(ك).
[17] قوله: ((تفسير)) ليس في (ك)
[18] في المطبوع: ((أوتجعلون)).
[19] في المطبوع و(ك): ((لحجته)).
[20] في (ك): ((يصيحون)).
[21] في المطبوع: ((هو)).