تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

سورة الفاتحة

          ({الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:1]: اسمَانِ مِنَ الرَّحمَةِ) أي: مشتقان منها، والرحمة لغة: رِقَّة للقلب تقتضي التفضيل، فالتفضيل(1) غايتها، وأسماء الله تعالى المأخوذة من نحو(2) ذلك إنما تؤخذ باعتبار الغاية(3) دون المبدأ، والرَّحمن أبلغ من الرَّحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى، كما في: قطع، وقطَّع، وقد بسطت الكلام على ذلك في «شرح البهجة» وغيره، (والرَّحِيم) فعيل بمعنى: فاعل، فـ: (رحيم) بمعنى: راحم، أي: في أصل المعنى، وإلا ففعيل أبلغ من فاعل كما هو معروف في محله.


[1] في المطبوع: ((التفضل فالتفضل)).
[2] قوله: ((نحو)) ليس في المطبوع.
[3] في (ع): ((الفائدة)).