تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

كتاب الحيض

           (♫) ساقط من نسخة.
          ░░6▒▒ (كِتابُ الحَيضِ)
          أي: وما يذكر معَه من الاستحاضة والنفاس(1)، وفي نسخة تقديم هذا على البسملة، وفي أخرى بدل كتاب: (بابُ).
          والحيض لغةً: السَّيلان. وشرعًا: دمٌ يخرج من قَعر رحم المرأة بعد بلوغها في أوقاتٍ معتادةٍ، بخلاف الاستحاضة، فإنَّها من عِرقٍ فيه(2) بأدنى الرَّحم يُسمَّى العَاذِل_بالذال المعجمة_.
          (وَقَولِ اللهِ تَعالى) بالجرِّ عطف على (الحَيضِ). ({وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقرة:222]) أي: الحيض أي: عن حكمِه، وسبب نزول الآية ما رواه مسلم عن أنس: ((أنَّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم أخرجوها من البيوت، فسأل الصحابةُ رسول الله صلعم، فأنزل الله تعالى: {وَيَسأَلُونَكَ عَنِ المحِيضِ} الآية [البقرة:222]. فقال النبيُّ صلعم: افعلوا كلَّ شيء إلَّا النِّكاح)). ({فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في المحِيْضِ} [البقرة:222]) أي: في الحيض، أو وقتِه، أو مكانِه وهو الفرج، وهذا اقتصاد بين إفراط اليهود القائلين بإخراجهنَّ من البيوت في زمن الحيض، وتفريطِ النصارى(3) القائلين(4) بحِلِّ جماعهن في زمنِه. ({وَلَا تَقرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة:222]) تأكيد لحكم ما قبلَه، وبيانٌ لغايتِه وهو اغتسالهنُّ بعد الانقطاع. ({فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} [البقرة:222] إلى آخرِه) في نسخة بدل ما ذُكر: <{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المحِيضِ} الآية [البقرة:222]>، وفي أخرى: <{فَاعْتَزِلُوا} إلى قولِه: {وَيُحِبُّ المتَطَهِّرينَ} [البقرة:222]>.


[1] في (المطبوع): ((استحاضة ونفاس)).
[2] في (د): ((فمه)).
[3] قوله: ((القائلين بإخراجهنَّ من البيوت في زمن الحيض، وتفريطِ النصارى)) ليس في (المطبوع).
[4] في (المطبوع): ((والقائلين)).