التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالةً

          4409- قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه أحمد بن عبد الله بن يونس، و(ابْنُ شِهَابٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه الزُّهريُّ محمَّد بن مسلم، و(عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ): هو عامر بن سعد بن أبي وقَّاص، أحد العشرة والده سعد بن مالك ☻(1). /
          قوله: (وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ): تَقَدَّم أنَّ هذه اسمها عائشة، وأنَّها تابعيَّة، لها رؤية، وتَقَدَّم كلام بعض حُفَّاظ مِصْرَ من أنَّه وَهم، وإنَّما هي أمُّ الحكم الكبرى [خ¦1295]، وتَقَدَّم أنَّ سعدًا رُزِق بعد ذلك عدَّة أولادٍ ذكرتُهم في (كتاب البيع)؛ فانظرهم [خ¦2144] [خ¦23/36-2042].
          قوله: (أَنْ تَذَرَ): تَقَدَّم الكلام على (أنْ) فيما تَقَدَّم، وكذا الثانية، وعلى (عَالَةً)، وأنَّه بتخفيف اللام، و(العالَة): الفقراء، وعلى (يَتَكَفَّفُونَ)، وأنَّ معناه: يأخذون الصدقات في أكفِّهم، وعلى قوله: (حَتَّى اللُّقْمَةَُِ)، وأنَّه يجوز فيها النصب والجرُّ والرفع، وتَقَدَّم الكلام على قوله: (وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ)، وأنَّه كان ما يرضاه النَّبيُّ صلعم حتَّى تُوُفِّيَ سنة خمس وخمسين من الهجرة، فتخلَّف بعد الواقعة خمسًا وأربعين سَنةً، وعلى قوله: (حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ)، وعلى (أَمْضِ)، وأنَّه بقطع الهمزة، رباعيٌّ، وعلى قوله: (لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ)، [وقوله: رَثَى لَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ] وأنَّ قائله هو الزُّهريُّ، وقيل: غيره ممَّن ذكرتُه [خ¦1295]، وأنَّ (سعد بن خولة) هو من بني عامر بن لؤيٍّ، وقيل: حليف لهم، وقيل: مولى أبي رُهم العامريِّ، من السابقين، بدريٌّ، تُوُفِّيَ عن سُبيعة الأسلميَّة سنة عشر بمَكَّة، قال الدِّمْياطيُّ في «حواشيه» في غير هذا المكان: (سعد بن خولة: من أهل اليمن، حليف بني عامر بن لؤيٍّ، كنيته أبو سعيد، هاجر إلى الحبشة، ثُمَّ إلى المدينة وهو ابن خمس وعشرين سَنةً، وشهد أحُدًا، والخندق، والحُدَيْبيَة، وخرج إلى مَكَّة فمات بها قبل الفتح، ولمَّا كان يوم الفتح؛ مرض سعد بن أبي وقَّاص، فأتاه رسول الله صلعم يعوده لمَّا قدم من الجعرانة معتمرًا، فقال رسول الله صلعم: «اللهمَّ أمضِ لأصحابي هجرتهم، ولا تردَّهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة»، يرثي له رسول الله صلعم أن مات بمَكَّة [خ¦1295]، قاله ابن سعد، انتهى، وقد قدَّمتُ هذا الكلام وتعقيبه بأنَّ قصَّة سعد كانت في حجَّة الوداع، كما في «الصحيح»، والله أعلم [خ¦23/36-2042].


[1] في (أ): (عنهم).