التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا.

          4341- 4342- قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه موسى بن إسماعيل، التَّبُوذَكيُّ الحافظ، و(أَبُو عَوَانَةَ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد الله، و(عَبْدُ الْمَلِكِ) بعده: هو ابن عمير، القبطيُّ، الكوفيُّ، رأى عليًّا، وسمع جَرِيرًا، والمغيرة، والنعمان بن بَشِير، وعنه: شعبة والسفيانان، قال أبو حاتم: (صالح الحديث، ليس بالحافظ)، وقال النَّسائيُّ وغيره: ليس بالقويِّ، مات سنة ░136هـ▒، أخرج له الجماعة، له ترجمة في «الميزان»، وإنَّما عُرِف بالقبطي؛ لفرس كان له قبطيٍّ، والله أعلم، و(أَبُو بُرْدَة): تَقَدَّم أنَّه الحارث أو عامر، القاضي، ولدُ أَبِي مُوسَى عبد الله بن قيس، وهذا الحديث هنا مرسلٌ؛ لأنَّ أبا بُردة تابعيٌّ حكى قصَّةً لم يُدركها، ولا أسندها هنا لمن حضرها؛ كوالده أو غيره، وقد رواه البُخاريُّ في هذا «الصحيح» تارةً مسندًا [خ¦3038] [خ¦4344] [خ¦4345]، وتارةً مرسلًا، وكذا مسلم.
          قوله: (عَلَى مِخْلَافٍ، وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ): (المِخْلاف): بكسر الميم، وإسكان الخاء، وفي آخره فاء، وهو في اليمن كالرستاق في العراق، وجمعه: المخاليف، وقال شيخنا: (المراد بالمِخْلاف: الكورة مِن الإقليم، وقيل: المِخْلاف في لغة أهل اليمن كالرستاق مِن الرساتق، وعبارة الخليل: أنَّه الكورة بلغة أهل اليمن، وعبارة غيره: أنَّه الإقليم، والجمع: مخالف)، انتهى.
          قوله: (وَإِذَا عِنْدَهُ يَهُودِيٌّ(1): هذا اليَهوديُّ المقتول على الردَّة لا أعرف اسمه.
          قوله: (أيُّمَ هَذَا؟): (أيُّمَ): بفتح الهمزة، ثُمَّ مثنَّاة تحت مشدَّدة مضمومة، ثُمَّ ميم مفتوحة، كذا هو مضبوط في أصلنا، قال ابن قُرقُول: («أيَّمْ هذا؟»: كذا وجدته مضبوطًا بخطِّه؛ بفتح الياء، وإسكان الميم، وأظنُّه وَهمًا، والصواب: «آيَّمَ هذا؟»، و«أيَّمَ هذا؟»، كذا ضبطه الأصيليُّ، وعند ابن أبي صفرة: «أَيْمَ هذا؟»؛ بسكون الياء، وفتح الميم، وفتح الهمزة على كلِّ حال؛ وهما لغتان بتشديد الياء وإسكانها، مفتوح الميم، قاله الخطابيُّ، وهي كلمة استفهام، قال الحربيُّ: هي «أي»، و«ما»: صلة، قال الله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}[القصص:28]، و{أَيًّا مَّا تَدْعُواْ}[الإسراء:110]، ومنه الحديث الآخر: «أيَّم هذا؟»، وعند السمرقنديِّ: «أيَّهم»، وهما بمعنًى)، انتهى.
          وقال ابن الأثير في قوله: «ويكثر الهرج»، قيل: أيْم هو يا رسول الله؟ قال: «القَتْل القَتْل»، ما لفظه: (يريد: ما هُو؟ وأصله: أيُّ ما هو؟ أي: أيُّ شيءٍ هو؟ فخفَّف الياء، وحذف ألف «ما»)، وما ضُبط في أصلنا صحيح، وهي «أيُّ» دخل عليها «ما»، فأسقط الألف منها، والله أعلم.
          قوله: (فَأَمَرَ بِهِ): هو مبنيٌّ للفاعل، وقيل: مبنيٌّ للمفعول، كذا هما في أصلنا.
          قوله: (أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا): هو بالفاء أوَّلًا، وفي آخره قاف؛ ومعناه: أَقْرَؤُهُ شيئًا بعد شيء، ولا أقرؤه دفعة، وهو من فُواق الناقة؛ وهو حلبها ساعة بعد ساعة؛ لتدرَّ أثناء ذلك، وكذلك إذا شرب شربًا بعد شرب، وقال الحافظ الدِّمْياطيُّ بعد هذا في الحديث الآتي بعده: («أتفوَّقه تفوُّقًا»؛ أي: لا أقرأ جزئي بمرَّة، ولكنِّي أقرأ منه شيئًا بعد شيء)، انتهى، وكذا ذكرت، ولكنَّ شرطي أن آتي على الحواشي التي وجدتها للدِّمْياطيِّ، والله أعلم. /
          قوله: (وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي): قال الدِّمْياطيُّ: (لعلَّه: وقد قضيت أَرَبي)، انتهى، ونقل شيخنا عن الدِّمْياطيِّ: (لعلَّه: أربي، وهو الوجه)، انتهى، قال شيخنا: (ولا يتعيَّن ما ذكره)، انتهى.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ)، ورواية الحديث ░4344▒: (فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَهُودِيٌّ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ...).