التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من نام أول الليل وأحيا آخره

          ░15▒ بَابُ مَنْ نَامَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَحْيَا آخِرَهُ.
          وقال سَلمانُ لأبي الدَّرْدَاءِ: (نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيل، قَالَ: قُم الآنَ.قَالَ النَّبِيُّ صلعم: صَدَقَ سَلْمَانُ).
          1146- وذكر حديث الأَسْودِ عن عائِشَةَ: (كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ وَيَقُومُ آخِرَهُ...) الحديث.
          أمَّا حديث سلمانَ فسيأتي في الصوم [خ¦1968] والأدب [خ¦6139] مسندًا. وقال التِّرمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ. و(أَبُو الدَّرْدَاء) اسمه: عُوَيمرُ بن زَيْدٍ. وحديث عائشة أخرجه مسلمٌ أيضًا. قال الإسماعيليُّ: هذا حديث يُغَلَّط في معناه الأسود، فإنَّ الأخبار الجياد: كان إذا أراد أن ينام وهو جُنُبٌ توضَّأ وأَمَرَ بذلك مَن سأله. وإنَّما كان يقوم آخرَه لأجل حديث النزول السَّالف، وهذا كان فعلُ السلف.
          وروى الزُّهريُّ / عن عُرْوةَ عن عبد الرَّحمن بن عبد القاري قال: قال عمر: الساعةُ التي تنامون فيها أعجبُ إليَّ مِن الساعة التي تقومون فيها. وقال ابن عبَّاسٍ في قيام رمضان: ما تتركون منه أفضلُ ممَّا تقومون فيه.
          وفيه: دلالةٌ على أنَّ في رجوعه مِن الصَّلاة إلى فراشِه قد كان يطأ ويُصبِحُ جُنُبًا ثمَّ يغتسل، وقد كان لا يفعلُ ذلك. قيل: وظاهرُه عدمُ وضوئه للنَّوم مع الجنابة.